باب الشرط وجوابه
  سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ٣٦}(١) التقدير - والله أعلم - إن تصبهم يقنطوا؛ لأن السيئة تَهْجُمُ عليهم(٢) وَتَفْجَأهُمْ(٣). والدليل على أن (إذا) أقيمت مقام الفاء امتناع دخول الفاء عليها. ولاُيجازى بـ (إذا) إلا في ضرورة الشعر، قال الشاعر(٤) (٥):
  ١٦١ - تَرْفَعُ لي خِنْدِفٌ وَاللهُ يَرْفَعُ لي ... ناراً إِذا ما خَبَت نيرانها تَقدِ
  فجزم (تقد) بـ (إذا) للضرورة. وإنّما لم يجازوا بها لما فيها من معنى التوقيت والشرط والجزاء. و [(إنْ)](٦) يجوز أن تقع، ويجوز أن لا تقع، ولهذا جاز: إذا احْمَرَّ البُسْرُ أَتَيْتُكَ، ولم يجز: إن احمر البسرُ أَتَيْتُكَ؛ لان احمرار البشر كائن لا محالة. وإنّما جاز /: إِنْ ماتَ فُلانٌ أَتَيْتُكَ؛ لأنّ الموت وإن كان كائنا فوقته غير معلوم، فما يقع بعد (إذا) فهو كائن لا محالة بخلاف (إن)، نحو قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١}(٧) وَ {انْفَطَرَتْ ١}(٨) وما جرى مجراها؛ فلهذا لم يجازوا بها.
(١) الروم: (٣٦).
(٢) في (ع): (تهجم عليها)، وهو وهم.
(٣) في الأصل رُسمت: (وتفجاؤهم)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٤) في (ع): (وأما (إذا) فلا يُجازى بها إلا في ضرورة الشعر نحو قول الشاعر).
(٥) هو الفرزدق.
١٦١ - البيت من البسيط.
وهو من شواهد سيبويه: ١/ ٤٣٤، وانظر المقتضب: ٢/ ٥٥، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٣٣٣، والتبصرة: ١/ ٤١١، وابن يعيش: ٧/ ٤٧ والخزانة: ٣/ ١٦٢.
(٦) تكملة.
(٧) الانشقاق: (١).
(٨) الانفطار: (١).