البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الشرط وجوابه

صفحة 453 - الجزء 1

  سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ٣٦}⁣(⁣١) التقدير - والله أعلم - إن تصبهم يقنطوا؛ لأن السيئة تَهْجُمُ عليهم⁣(⁣٢) وَتَفْجَأهُمْ⁣(⁣٣). والدليل على أن (إذا) أقيمت مقام الفاء امتناع دخول الفاء عليها. ولاُيجازى بـ (إذا) إلا في ضرورة الشعر، قال الشاعر⁣(⁣٤) (⁣٥):

  ١٦١ - تَرْفَعُ لي خِنْدِفٌ وَاللهُ يَرْفَعُ لي ... ناراً إِذا ما خَبَت نيرانها تَقدِ

  فجزم (تقد) بـ (إذا) للضرورة. وإنّما لم يجازوا بها لما فيها من معنى التوقيت والشرط والجزاء. و [(إنْ)]⁣(⁣٦) يجوز أن تقع، ويجوز أن لا تقع، ولهذا جاز: إذا احْمَرَّ البُسْرُ أَتَيْتُكَ، ولم يجز: إن احمر البسرُ أَتَيْتُكَ؛ لان احمرار البشر كائن لا محالة. وإنّما جاز /: إِنْ ماتَ فُلانٌ أَتَيْتُكَ؛ لأنّ الموت وإن كان كائنا فوقته غير معلوم، فما يقع بعد (إذا) فهو كائن لا محالة بخلاف (إن)، نحو قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١}⁣(⁣٧) وَ {انْفَطَرَتْ ١}⁣(⁣٨) وما جرى مجراها؛ فلهذا لم يجازوا بها.


(١) الروم: (٣٦).

(٢) في (ع): (تهجم عليها)، وهو وهم.

(٣) في الأصل رُسمت: (وتفجاؤهم)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٤) في (ع): (وأما (إذا) فلا يُجازى بها إلا في ضرورة الشعر نحو قول الشاعر).

(٥) هو الفرزدق.

١٦١ - البيت من البسيط.

وهو من شواهد سيبويه: ١/ ٤٣٤، وانظر المقتضب: ٢/ ٥٥، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٣٣٣، والتبصرة: ١/ ٤١١، وابن يعيش: ٧/ ٤٧ والخزانة: ٣/ ١٦٢.

(٦) تكملة.

(٧) الانشقاق: (١).

(٨) الانفطار: (١).