باب التعجب
  والجواب عنه أن (أَحْسَنَ) في التعجب وإن كان فعلاً فقد أشبه الاسم للزومه طريقة واحدة على أن الواو والياء(١) قد صحتا في الأفعال، نحو قولهم: أَغْيَلت المرأة(٢)، وأغيمت السَّماءُ(٣). فإن قيل: هذا يقل. قيل له: قد جاء في القرآن نحو قوله تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ}(٤). ومما يدلك على أنه فعل أنه على وزن (أَكْرَمَ، وَأَخْرَجَ).
  والثاني: أنك تقول: ما أَحْسَنَني، فتضيف إليه النون والياء كما تقول: ما أضربني، وهذا لا يكون إلا في الأفعال.
  واحتجاجهم بقول الشاعر(٥):
  ١٦١ - ما أَدْرِي وَظَنِّي كُلُّ ظَنِّي ... أَمُسْلِمُني(٦) إِلَى قَوْمِي شَراحي
  يريد شراحيل فإنّه نادر وربما أقيم اسم الفاعل مقام الفعل على أن رجوع الضمير منه إلى الأول أول دليل على أنه فعل، كما تقول: زيد ضرب عمراً وأكرم خالداً.
(١) في الأصل: (والتاء) وهو تصحيف، والتصويب من (ع).
(٢) أغيلت المرأة: أي أرضعت ولدها وهي تُؤتى، وقيل: التي ترضع ولدها وهي حبلى. اللسان (غيل).
(٣) القولان في الإنصاف: ١/ ١٤٤، والأمالي لابن الشجري: ٢/ ١٣٨ - ١٣٩، وانظر الخصائص: ١/ ١٨٨.
(٤) المجادلة: (١٩).
(٥) هو يزيد بن مخرم الحارثي.
١٦٢ - البيت من الوافر.
وهو في المحتسب: ٢/ ٢٢٠، والمقرب: ١/ ١٢٥، والبحر المحيط: ٧/ ٣٦١ والمقاصد: ١/ ٣٨٥، وصدره في المساعد: ٢/ ٦٧٦. وعجزه في المغني: ٣٨٠، ٧١٦، والهمع: ١/ ٦٥.
(٦) في (ع): (أمسلمتي) بالتاء وهو تصحيف.