البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب التعجب

صفحة 460 - الجزء 1

  والجواب عنه أن (أَحْسَنَ) في التعجب وإن كان فعلاً فقد أشبه الاسم للزومه طريقة واحدة على أن الواو والياء⁣(⁣١) قد صحتا في الأفعال، نحو قولهم: أَغْيَلت المرأة⁣(⁣٢)، وأغيمت السَّماءُ⁣(⁣٣). فإن قيل: هذا يقل. قيل له: قد جاء في القرآن نحو قوله تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ}⁣(⁣٤). ومما يدلك على أنه فعل أنه على وزن (أَكْرَمَ، وَأَخْرَجَ).

  والثاني: أنك تقول: ما أَحْسَنَني، فتضيف إليه النون والياء كما تقول: ما أضربني، وهذا لا يكون إلا في الأفعال.

  واحتجاجهم بقول الشاعر⁣(⁣٥):

  ١٦١ - ما أَدْرِي وَظَنِّي كُلُّ ظَنِّي ... أَمُسْلِمُني⁣(⁣٦) إِلَى قَوْمِي شَراحي

  يريد شراحيل فإنّه نادر وربما أقيم اسم الفاعل مقام الفعل على أن رجوع الضمير منه إلى الأول أول دليل على أنه فعل، كما تقول: زيد ضرب عمراً وأكرم خالداً.


(١) في الأصل: (والتاء) وهو تصحيف، والتصويب من (ع).

(٢) أغيلت المرأة: أي أرضعت ولدها وهي تُؤتى، وقيل: التي ترضع ولدها وهي حبلى. اللسان (غيل).

(٣) القولان في الإنصاف: ١/ ١٤٤، والأمالي لابن الشجري: ٢/ ١٣٨ - ١٣٩، وانظر الخصائص: ١/ ١٨٨.

(٤) المجادلة: (١٩).

(٥) هو يزيد بن مخرم الحارثي.

١٦٢ - البيت من الوافر.

وهو في المحتسب: ٢/ ٢٢٠، والمقرب: ١/ ١٢٥، والبحر المحيط: ٧/ ٣٦١ والمقاصد: ١/ ٣٨٥، وصدره في المساعد: ٢/ ٦٧٦. وعجزه في المغني: ٣٨٠، ٧١٦، والهمع: ١/ ٦٥.

(٦) في (ع): (أمسلمتي) بالتاء وهو تصحيف.