باب التعجب
  قال: «وتزيد (كان) فتقول: ما كان أحسن زيدا، فالإعراب باق بحاله(١). وإن(٢) قلت: ما أَحْسَنَ ما كانَ زَيد، رفعته بـ (كان) وهي تامة ونصبت (ما) الثانية على التعجب، أي ما أَحْسَنَ كَوْنَ زَيْدِ».
  اعلم أن فعل التعجب لما لم يتصرف، ولم يستعمل منه (فاعل) ولا (مفعول) ولا (يفعل)(٣) أُلْزِمَ طريقة واحدة، فلا يجوز تقديم بعضه على بعض فلا تقول: زيداً ما أَحْسَنَ كما تقول: عَمْرًا ضَرَبَ زَيْد، واختلفوا / في الفصل بين الفعل والمفعول(٤). فمنهم [مَنْ](٥) منع من ذلك وقال: إن التعجب كالمثل، والمَثَلُ لا يُفْصَلُ بينه. ومنهم مَنْ يقول: إنّ الحروف التي أشبهت الأفعال وهي (إِنَّ) وأخواتها جاز الفصل بينها وبين مفعولها. فالأفعال الجامدة أولى، فقالوا: ما أَحْسَنَ فِي الثّوْبِ زَيْدًا.
  وتُزاد(٦) (كان) في فعل التعجب وهي على ضربين:
  تارة تكون ملغاة دخولها كخروجها لا عمل لها، إلا أنها تُؤْذِنُ بأن ذلك كان فيما مضى، فتقول: ما كانَ أَحْسَنَ زَيْداً.
  والثاني: أن يقع التعجب عليها، وتكون مع ما بعدها في تأويل مصدر، ويرتفع ما يقع بعدها على أنّه فاعل وتكون تامة(٧) بمعنى الحدث، فتقول: ما
(١) في (مل) زيادة: (وكان زائدة لاسم لها ولا خبر).
(٢) في (مل): (فان).
(٣) (ولم يستعمل منه فاعل ولا مفعول ولا يفعل): ساقط من (ع).
(٤) انظر التبصرة: ١/ ٢٦٨، وشرح الكافية للرضي: ٢/ ٣٠٩، وشرح المفصل: ٧/ ١٤٩ - ١٥٠ نسب ابن يعيش منع ذلك الجماعة منهم الأخفش والمبرد، وجوازه للجرمي وجماعة.
(٥) تكملة من (ع).
(٦) في الأصل: (مراد) وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٧) في (ع): (هي تامة) بزيادة (هي).