البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب نعم وبئس

صفحة 472 - الجزء 1

  هند، وقول (ذي الرمة):

  ١٦٩ - أَوْ حُرَّةٌ عَيْطَلٌ فَتَحاءُ مُجْفِرَةٌ ... دَعَائِمَ الزُورِ نِعْمَتَ زَورَقُ البَلَدِ

  عيطل: طويلة. فَتْحاءُ: واسعة الوسط. مجفرَةٌ: عظيمة البطن.

  واستقلال الفاعل بهما كما يستقل بسائر الأفعال. وبناؤهما⁣(⁣١) على الفتح كالأفعال الماضية. وكل ما قيل في (نعم) فمثله في (بئس). وإنما قلنا: إنهما غير متصرفين؛ لأنهما وضعا للمدح والذم، وأُخْرِجا عن أصلهما الذي كانا له، فاختصا بمعنى، فأشبها الحروف الموضوعة لمعان، وأيضًا فإن المدح والذم إنما يكون لما قد [استقر] وثبت، والمستقبل غير مستقر ولا ثابت، فلهذا لم يُمكن⁣(⁣٢) لهما تصرف. وهذان الفعلان لا يكون فاعلهما إلا ما فيه الألف واللام أو مضافًا إلى ما فيه الألف واللام، إما مضمراً، وإما مظهراً؛ لأنهما وضعا للمدح العام والدم العام [فاحتاجوا] / إلى أن يكون الفاعل ما فيه الألف واللام، ليدل⁣(⁣٣) على الاستغراق والعموم؛ لأن الفاعل هو ا الدال على الممدوح والمذموم، فعلى هذا لا يرفعان الأعلام، ولا المكنيات ولا النكرات ولا المُبهمات، فلا تقول: نعم زيد، ولا: نعم رجل، ولا: نعم هذا، ولا: نعم هو. وإنّما يرتفع بعدهما المُسْتَغْرِقُ


١٦٩ - البيت من البسيط.

وهو في ديوانه: ٢٠٣، ومعاني القرآن للفراء: ١/ ٢٦٨، والتبصرة: ١/ ٢٧٦، وابن يعيش: ٧/ ١٣٦، والمقرب: ١/ ٦٨، والخزانة: ٤/ ١١٩، واللسان: (نعم) و (زرق).

وعجزه في المرتجل: ١٩، ١٣٧.

دعائم الزور: كناية عن عظم القوائم الدعائم: القوائم الزور: أعلى الصدر. زورق البلد: يريد نعمت سفينة المفازة (اللسان زرق).

(١) في الأصل: (بناؤها)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٢) في (ع): (يكن).

(٣) في (ع): (أو ليدلا ...) بإقحام (أو).