باب نعم وبئس
  هند، وقول (ذي الرمة):
  ١٦٩ - أَوْ حُرَّةٌ عَيْطَلٌ فَتَحاءُ مُجْفِرَةٌ ... دَعَائِمَ الزُورِ نِعْمَتَ زَورَقُ البَلَدِ
  عيطل: طويلة. فَتْحاءُ: واسعة الوسط. مجفرَةٌ: عظيمة البطن.
  واستقلال الفاعل بهما كما يستقل بسائر الأفعال. وبناؤهما(١) على الفتح كالأفعال الماضية. وكل ما قيل في (نعم) فمثله في (بئس). وإنما قلنا: إنهما غير متصرفين؛ لأنهما وضعا للمدح والذم، وأُخْرِجا عن أصلهما الذي كانا له، فاختصا بمعنى، فأشبها الحروف الموضوعة لمعان، وأيضًا فإن المدح والذم إنما يكون لما قد [استقر] وثبت، والمستقبل غير مستقر ولا ثابت، فلهذا لم يُمكن(٢) لهما تصرف. وهذان الفعلان لا يكون فاعلهما إلا ما فيه الألف واللام أو مضافًا إلى ما فيه الألف واللام، إما مضمراً، وإما مظهراً؛ لأنهما وضعا للمدح العام والدم العام [فاحتاجوا] / إلى أن يكون الفاعل ما فيه الألف واللام، ليدل(٣) على الاستغراق والعموم؛ لأن الفاعل هو ا الدال على الممدوح والمذموم، فعلى هذا لا يرفعان الأعلام، ولا المكنيات ولا النكرات ولا المُبهمات، فلا تقول: نعم زيد، ولا: نعم رجل، ولا: نعم هذا، ولا: نعم هو. وإنّما يرتفع بعدهما المُسْتَغْرِقُ
١٦٩ - البيت من البسيط.
وهو في ديوانه: ٢٠٣، ومعاني القرآن للفراء: ١/ ٢٦٨، والتبصرة: ١/ ٢٧٦، وابن يعيش: ٧/ ١٣٦، والمقرب: ١/ ٦٨، والخزانة: ٤/ ١١٩، واللسان: (نعم) و (زرق).
وعجزه في المرتجل: ١٩، ١٣٧.
دعائم الزور: كناية عن عظم القوائم الدعائم: القوائم الزور: أعلى الصدر. زورق البلد: يريد نعمت سفينة المفازة (اللسان زرق).
(١) في الأصل: (بناؤها)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٢) في (ع): (يكن).
(٣) في (ع): (أو ليدلا ...) بإقحام (أو).