باب نعم وبئس
  للجنس، نحو: (الرَّجُلِ) و (الغلام)، وكلّ ما فيه الألف واللام وما كان مضافًا إلى ما فيه الألف واللام، لأن المضاف بمنزلة المضاف إليه.
  والمقصود بالدم والمدح يرتفع من أحد وجهين:
  أحدهما: أن يكون خبر مبتدأ محذوف، كأنَّ قائلاً قال: نعم الرجل، فقال قائل: من هذا الممدوح؟ فقيل: زيد، أي: هو زيد.
  الثاني(١): أن يكون (زيد) من قولك: نعم الرّجل زيد، مبتدأ مؤخرا(٢)، و (نعم الرجل) خبر عنه، والتقدير: زيد نعم الرّجل. فإن قيل: فقد قلتم: إنّ خبر المبتدأ إذا كان جملة كان فيه ضمير يرجع إلى الأول فأين الضمير في قولنا: نعم الرجل؟
  قيل له: لَمّا كان (الرجل) يشتمل على الجنس ويجمعه، و (زيد) داخل تحته؛ لأنه من جملة الرّجل صار ذلك كالذِّكْرِ العائد إليه فجرى مجرى الضمير. وقد جاء مثل ذلك في غير (نِعْمَ، وَبِئْسَ) في قول الشاعر(٣):
  ١٧٠ - فَأَما الصدور(٤) لا صدور(٤) لِجعْفَرٍ وَلَكِنَّ سَيْرًا فِي عُروض المَوَاكِبِ
(١) في (ع): (والثاني).
(٢) في الأصل و (ع) ضبطت (مبتدأ مُؤَخَّرٌ) بالرفع، وهو خطأ، والصواب ما أثبته.
(٣) صدره صدر بيت غير معروف القائل، وعجزه عجز بيت للحارث بن خالد المخزومي.
١٧٠ - البيت من الطويل، لفقه الشريف من بيتين، فصدره صدر بيت عجزه:
وَلَكِنَّ أَعْجَارًا شَديدا ضريرها.
وهو في الإيضاح: ١/ ٨٦، وابن يعيش: ٧/ ١٣٤، ٩/ ١٢، والخزانة: ١/ ٢١٧.
وعجزه عجز بيت صدره:
فَأَما القتال لاقتال لديكم.
وهو في المقتضب: ٢/ ٦٩، والإيضاح: ١/ ٨٦، والمنصف: ١/ ١١٨، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٢٨٥، ٣٤٨، وابن يعيش: ٧/ ١٣٤، ٩/ ١٢، وشرح الكافية الشافية: ٣/ ١٦٤٨، والمساعد: ١/ ٢٤٣، والمقاصد: ١/ ٥٧٧، ٤/ ٤٧٤، والخزانة: ١/ ٢١٧، وصدره في أمالي ابن الشجري: ١/ ٢٩٠، والمغني: ٥٨، وأوضح المسالك: ٤/ ٥٢٢.
(٤) في (ع): (الصدود) بالدال، وهو تحريف.