البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب حبذا

صفحة 479 - الجزء 1

باب حبذا

  قال: «أعلم أن (حَبَّذا) معناه المدح، وتقريب المذكور بعدها من القلب. وهي ترفع المعرفة. وتنصب النكرة التي تحسن فيها (مِنْ) على التمييز. تقول: حَبَّذَا زَيدٌ، وحَبَّذا أخوكَ، فَـ (حَبَّذا) في موضع اسم مرفوع بالابتداء و (زيد) في موضع خبره. وحقيقة القول أن الأصل فيها (حَببَ) كَـ (كَرُمَ)، فَأَسكنت الباء الأولى، وأُدغمت في الثانية، و (ذا) مرفوع بفعله، و (زيد) يرتفع كما يرتفع بعد (نعم، وبئس)، تقول: حَبَّذا رجلاً زيد، أي: مِنْ رَجُلٍ، فتنصبه على التمييز».

  اعلم أن (حَبَّ) بُنِي مع (ذا) وَجُعِلا كالشيء الواحد، فـ (حب) فعل، و (ذا) فاعله، ولما بني الاسم مع الفعل وصار لا ينفك عنه غلب الاسم على الفعل، فجاز أن يقع مبتدأ بمنزلة الاسم، وما بعده⁣(⁣١) من المعرفة خبره. هذا⁣(⁣٢) وجه⁣(⁣٣).

  والثاني: أن (ذا) زائدة للإشارة، و (زيد) بعده مرفوع بـ (حب) على أنه فاعل له⁣(⁣٤).

  والثالث⁣(⁣٥): أنّ (زيداً) مبتدأ، و (حَبَّذا) خبر مقدم عليه.⁣(⁣٦)


(١) في (ع): (وصار ما بعده).

(٢) في (ع): (وهذا ...).

(٣) انظر المقتضب: ٢/ ١٤٣، وشرح الكافية للرضي: ٢/ ٣١٨.

(٤) انظر شرح الكافية للرضي: ٢/ ٣١٩.

(٥) في (ع): (وفيه قول ثالث).

(٦) في (ع): (خبر مقدم قدم عليه).