باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف
  فرع على الموصوف، والعُجْمَةُ فَرْحٌ على العربية، والعَدْلُ فَرْع على الاسم المعدول، والتركيب فرع على المفرد والتعريف فَرحٌ على التنكير، والجمع فرع على الآحاد، والألف والنون زيادة والزيادة فَرْعٌ على الأصل ولك أن تقول: كل مالا ينصرف خالف (شَيْئًا) في شيئين، فصار بذلك مُشابِهًا للفعل من وجهين، وذلك أنّ (شَيْئًا) اسم خفيف نكرة ليس بصفة، ولا معدول ولا مؤنث ولا مركب، ولا جمع، وليس فيه عُجمَةٌ، ولا زيادة فصار أصلاً في التمكن، فكل ما خالفه من وجهين فقد صار فيه فرعان فأشبه الفعل من وجهين.
  قال: «الأوّل وزن الفعل الذي يغلب عليه أو يخصه، وهو ما كان على مثال (أَفْعَلُ، وَنَفْعَلُ، وَيَفْعَلُ، وَفَعِلَ، وَفَعَلَ، وَانْفَعَلَ) وكذلك جميع ما اختص من الأمثلة بالفعل، أو كان فيه أكثر منه في الاسم، من ذلك: (أحمد) لا تصرفه معرفة للتعريف ومثال الفعل، وتصرفه نكرة؛ لأن السبب الواحد لا يمنع الصرف، فتقول(١): رَأَيْتُ أَحْمَدَ وَأَحْمَداً آخر. وكذلك (يزيد، وتغلب، وأعْصر) لا تصرف شيئًا من ذلك معرفة، وتصرفه نكرة، وكذلك كل ما هذه حاله. فإن سميته (جَمَلاً) أو (قَلَمًا) أو نحو ذلك صرفته / معرفة ونكرة، وإن كان على مثال (قَتَلَ، وَضَرَبَ)؛ لأنّ مثال (فعل) يكثر في القبيليْنِ جميعًا فلا يكون الفعل أَخَصَّ به من الاسم».
  اعلم أن وزن الفعل على ثلاثة أقسام: قسم يختص بالفعل ولا يكون في الاسم ألبَتَّةَ. وقسم يختص بالاسم ولا يكون في الفعل(٢). وقسم يشترك الفعل
(١) في (ع): (تقول).
(٢) قوله: (وقسم يختص بالاسم ولا يكون في الفعل) عبارة مقحمة لا ضرورة لها؛ لأنه قال قبل ذلك «اعلم أن وزن الفعل على ثلاثة أقسام».