البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف

صفحة 498 - الجزء 1

  والاسم فيه إلا أن اختصاصه بالفعل أغلب، فصار الحكم للفعل دون الاسم. وقسم يكثر في القبيلين جميعاً، فغلبت الأسماء عليه فصار الحكم لها دون الفعل.

  فأما الذي يختص بالفعل فما كان على وزن (فَعَلَ) مُشدَّدٌ نحو (كَسَّرَ، وبدر) وما أشبهه.

  والثاني: ما كان على وزن مالم يُسَمَّ فاعله مِمّا أَوَّله مضموم، نحو (ضُرِبَ، وقتل) وما أشبهه.

  والثالث: ما كان على (انْفَعَلَ) مطاوعا، نحو: كَسَّرْتُهُ فَانْكَسَرَ، وَجَبَرْتُهُ فَانْجَبَر، وما أشبهه.

  الرابع: ما كان على (فَوْعَلَ) أو (افْتَعَلَ)، أو (افْعَلْ) في الأمر.

  فجميع هذه الأوزان من خصائص الأفعال، وليس في الأسماء منها شيء. وقد جاءت أسماء معارف سميت بهذه الأفعال ومن ذلك (بَدْرُ، وعَثّرُ)⁣(⁣١)، قال الشاعر⁣(⁣٢):

  ١٨٣ - لَيْتُ بِعَثَرَ يَصْطادُ الليوث إذا ... ما اللَّيْثُ كَذَبَ عَنْ أَقْرَانِهِ صَدَقا

  وقال الآخر⁣(⁣٣):


(١) في (ع): ضبطت: (بَدْرَ وَعَثّرَ) بالنصب وهو وهم.

(٢) هو زهير بن أبي سلمى.

١٨٣ - البيت من البسيط.

وهو في ديوانه: ٤٣، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٥٦٢، والمنصف: ٣/ ١٢١، وابن يعيش: ١/ ٦١، واللسان (عثر).

عشر: «موضع في اليمن، وقيل: هي أرض مَأْسَدَةٌ بناحية تبالة» اللسان: (عثر). أقرانه: أمثاله وأكفاؤه.

(٣) هو كثير عزة.