البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف

صفحة 520 - الجزء 1

  نكرة يدل على أنه معدول أنك لا تقول: (الجشم)، ولا (الثُّعَلُ)، ولا (العُمر)، كما تقول: (الصَّرَدُ، والنُّغَرُ).

  اعلم أن العرب تكلمت بالاسم المعدول لقصد التوكيد والمبالغة، كما قالوا في النداء: / يافُسق وياغُدَرُ، ويا فساق، ويا غدارِ للأُنثى يقصدون توكيد الفسق والمبالغة فيه فتكلّموا بلفظ وأرادوا غيره لما أخبرتك.

  وكل ما جاء على وزن (فعل) فإنّه على ضربين:

  أحدهما: أن يكون اسما جنسًا أو جمعاً جنسًا، نحو (جُرَد، وصُرَد، ونُغَرٍ، وغُرَف، وثُقَب)؛ لأن الثَّقَبَ: جَمْعُ ثُقْبَة والغرف: جمع غرفة، وهي تعم الجنس، فهذا النوع ينصرف معرفة ونكرة؛ لأنّه غير معدول، وجواز دخول الألف واللام عليه يدل على تنكيره في الأصل. فإذا تعرف لم يكن فيه إلا سبب واحد، والسبب الواحد لا يمنع الصرف. وليس امتناع دخول الألف واللام على الاسم مما يدل على أنه معدول؛ لأنّ (أُدَدًا) لا يدخل عليه الألف واللام وهو غير معدول. وإنما القصد بذلك التعريف والتنكير فقط. ومن ذلك ما وقع وصفًا، نحو: (رَجُلٍ حطم) قال الشاعر⁣(⁣١):

  ١٨٩ - قَدْ لَفُها اللَّيْلُ بسَوَافَ حُطَمْ


(١) نسبه سيبويه للحطم القيسي، وينسب لأبي زغبة الخزرجي ولرشيد بن رميض العنزي. انظر اللسان وشرح الحماسة.

١٨٩ - البيت من مشطور الرجز.

وهو من شواهد سيبويه: ٢/ ١٤، وانظر المقتضب: ١/ ١٩٣، ٣/ ٣٢٣، والكامل: ١/ ٣٨١ ٣/ ٣٠١، وما ينصرف وما لا ينصرف: ٣٩، وإعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٧٦٧، والمرتجل: ٩٠، والمخصص: ٥/ ٢٢، وابن يعيش: ٦/ ١١٣، وشرح الحماسة للمرزوقي: ١/ ٣٥٥، واللسان:. (حطم). الحطم: القليل الرحمة للماشية يهشم بعضها ببعض.