البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف

صفحة 522 - الجزء 1

  وصفراء، وصفر)، فلما كانت هذه الألفاظ لا تقع إلا مؤكدات للمعارف [صارت] معارف، فجمعوها جمع المعرفة في باب (الأفضل والفضلى والفُضَلِ)، و (الأطول والطُّولى والطُّولِ) ومنه (السَّبْعُ الطُّوَلُ). فاجتمع في (كُتَعَ، وَجُمَعَ) العدل عن الجمع والتعريف فلم ينصرف.

  قال: «ومن ذلك (مَثْنى، وثُلاثُ وَرُباع)، لا تصرف⁣(⁣١) ذلك⁣(⁣٢) للوصف وأنه معدول عن اثنين وثلاثة، وأربعة)، قال الشاعر⁣(⁣٣):

  ١٩٠ - ولكنما أهلي بواد أنيسه ... ذئاب تَبَغَى النَّاسِ مَثْنى وَمَوْحَدُ

  فَأَجْراهُ وَصَفَا كما ترى. وتقول: مررت بزيد ورجل آخر، فلا تصرفه للوصف ومثال (أفعل)⁣(⁣٤). وكذلك (أُخَرُ) لا ينصرف للوصف والعدل عن آخر من كذا».

  اعلم أن هذا الجنس له لفظان:

  أحدهما: (فعال). والآخر: (مَفْعَلٌ)، نحو: (أحادَ، وَمَوْحَدَ)، وَ (ثُناءَ، وَمَثْنى)، وكلاهما معدول عن (واحد، واثنين) وكذلك إلى العشرة، وهذا الجنس معدول على


(١) في (ع): (لا يُصرف).

(٢) في (مل): (... شيئًا من ذلك).

(٣) هو ساعدة بن جؤية الهذلي.

١٩٠ - البيت من الطويل.

وهو في ديوان الهذليين: ١/ ٢٣٧، وشرحه: ٣/ ١١٦٦، وسيبويه: ٢/ ١٥، والمقتضب: ٣/ ٣٨١، وما ينصرف وما لا ينصرف: ٤٤، والتبصرة: ٢/ ٥٦٠، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٦٥٠، والمخصص: ١٧/ ١٢١، والمرتجل: ٨١، وابن يعيش: ١/ ٦٢، ٨/ ٥٧، والمغني: ٧٢٩، والمقاصد: ٤/ ٣٥٠، واللسان: (بغي). تبغى: أصلها تَتَبَغَى حذف إحدى التائين تخفيفاً.

(٤) في (مل): (ومثال الفعل).