باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف
  غير جهة العدل؛ لأن المعدول(١) في الأصل معارف، وهذا النوع نكرات، والدليل على تنكيره قوله تعالى: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}(٢) فوصف الأجنحة بها وهي نكرة، وكذلك قول الشاعر:
  ... ... ذئاب تَبَغَى النَّاسَ مَثْنى وَمَوْحَدُ
  فوصف (ذئاباً) وهي نكرة لأنّها جمع، والمانع من صرفها فيه أقوال: منهم(٣) من قال: الوصف والعدل. ومنهم(٤) مَنْ قال: إِنَّه عُدل اللفظ في والمعنى، فصار كان فيه عدلين، وهما علتان. أما عدل اللفظ(٥) فمن (أحد) إلى (أُحادَ، وَمَوْحَدَ)، ومن (اثنين) إلى (ثُناءَ،(٦) وَمَثْنى). وأما عدل المعنى، فلان اللفظ المعدول فيه / تكرير، تقول: جاؤوا مَثْنى مَثْنى، وإن كانوا أُلوفًا بخلاف (اثنين)؛ لأنه لا يحتمل غيره. ومنهم من يقول: إنّ هذا المعدول نكرة، ومن حق المعدول أن يكون معرفة، فصار فيه العدل والمخالفة للمعدول(٧).
  فأما (أُخَرُ)(٨) فقد مضى ذكره.
(١) كذا في الأصل و (ع)، والصواب: (المعدولات).
(٢) فاطر: (١).
(٣) هذا قول سيبويه وجمهور النحاة، انظر الكتاب: ٢/ ١٥، وما ينصرف وما لا ينصرف: ٤٤، وشرح المفصل: ١/ ٦٢، وشرح الكافية للرضي: ١/ ٤١.
(٤) هذا قول أبي بكر ابن السراج انظر الأصول: ٢/ ٩٠، وشرح الكافية للرضي: ١/ ٤١، ونسب صاحب الهمع ذلك للزجاج: ١/ ٢٦ - ٢٧.
(٥) في (ع): (عدل لفظ)، وهو وهم.
(٦) في (ع): (إلى ثني)، وهو تحريف.
(٧) انظر الهمع: ١/ ٢٧.
(٨) في الأصل (آخر) وهو تحريف، والتصويب من (ع).