البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف

صفحة 524 - الجزء 1

  والأصل في (أفعل) التفضيل أن يكون مضافًا إلى غيره، أو تجيء معه (من)، فلما لم يوصف⁣(⁣١) (آخَرُ) عُلم أنّه معدول عن (من). ويجوز أن يكون المانع من صرفه وزن الفعل والصفة⁣(⁣٢).

  الجمع:

  قال: كلّ جمع فهو⁣(⁣٣) جار مجرى الواحد على بنائه يمنعه من الصرف ما يمنعه، ويوجبه له ما يوجبه له، فـ (رجال) إذا كـ (كتاب)، و (صبيان) إِذًا كـ (سرحان)، و (قُفْزان) إِذًا كـ (قُرْطان⁣(⁣٤))، و (قَتْلى) إِذا كـ (عَطشى) وكذلك جميعه. إلا ما كان من الجمع على مثال: (مفاعل) أو (مفاعيل)، فإنه لا ينصرف معرفة ولا نكرة؛ وذلك لأنه جمع لا نظير له في الآحاد، فكأنه جُمع مرتين، تقول: قبضت دراهم و دنانير، واشتريت دَوابٌ وَمَخاد؛ لأن الأصل: دوايب⁣(⁣٥) ومخادد. فإن كانت فيه هاء التأنيث عاد إلى حكم الواحد، فلم ينصرف معرفة وانصرف نكرة وذلك نحو: صياقلة وملائكة وكيالجة وموازجة⁣(⁣٦).

  اعلم أن هذا الفصل يشتمل على أن كل ما كان على وزن (مفاعل،


(١) في (ع): (لم يصف).

(٢) في (ع) زيادة: (والله أعلم بالصواب).

(٣) في (مل): (فإنه جار ...).

(٤) (قفزان) جمع قفيز: وهو مكيال. انظر اللسان (قفز) والقُرْطان: الداهية. انظر القاموس المحيط وتاج العروس: (قرط).

(٥) في الأصل ضبطت (دوابب) بفتح الباء الأولى. هو خطأ، والتصويب من (ع) و (مل).

(٦) الصياقلة: جمع الصَّيْقَل: وهو شحاذ السيوف وجلاؤها اللسان (صقل). والكيالجة: جمع الكَيْلَجَةِ: وهو مكيال. اللسان: (كلج). والموازجة: جمع الموزج: وهو الخف، فارسي معرب. اللسان (مزج).