باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف
  والأصل في (أفعل) التفضيل أن يكون مضافًا إلى غيره، أو تجيء معه (من)، فلما لم يوصف(١) (آخَرُ) عُلم أنّه معدول عن (من). ويجوز أن يكون المانع من صرفه وزن الفعل والصفة(٢).
  الجمع:
  قال: كلّ جمع فهو(٣) جار مجرى الواحد على بنائه يمنعه من الصرف ما يمنعه، ويوجبه له ما يوجبه له، فـ (رجال) إذا كـ (كتاب)، و (صبيان) إِذًا كـ (سرحان)، و (قُفْزان) إِذًا كـ (قُرْطان(٤))، و (قَتْلى) إِذا كـ (عَطشى) وكذلك جميعه. إلا ما كان من الجمع على مثال: (مفاعل) أو (مفاعيل)، فإنه لا ينصرف معرفة ولا نكرة؛ وذلك لأنه جمع لا نظير له في الآحاد، فكأنه جُمع مرتين، تقول: قبضت دراهم و دنانير، واشتريت دَوابٌ وَمَخاد؛ لأن الأصل: دوايب(٥) ومخادد. فإن كانت فيه هاء التأنيث عاد إلى حكم الواحد، فلم ينصرف معرفة وانصرف نكرة وذلك نحو: صياقلة وملائكة وكيالجة وموازجة(٦).
  اعلم أن هذا الفصل يشتمل على أن كل ما كان على وزن (مفاعل،
(١) في (ع): (لم يصف).
(٢) في (ع) زيادة: (والله أعلم بالصواب).
(٣) في (مل): (فإنه جار ...).
(٤) (قفزان) جمع قفيز: وهو مكيال. انظر اللسان (قفز) والقُرْطان: الداهية. انظر القاموس المحيط وتاج العروس: (قرط).
(٥) في الأصل ضبطت (دوابب) بفتح الباء الأولى. هو خطأ، والتصويب من (ع) و (مل).
(٦) الصياقلة: جمع الصَّيْقَل: وهو شحاذ السيوف وجلاؤها اللسان (صقل). والكيالجة: جمع الكَيْلَجَةِ: وهو مكيال. اللسان: (كلج). والموازجة: جمع الموزج: وهو الخف، فارسي معرب. اللسان (مزج).