باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف
  ومفاعيل) مفتوح الأول، وثالثه ألف، وبعد الألف حرفان أو ثلاثة أو حرف مشدّد؛ لأنّه يُعد حرفين(١)، فإنّ ذلك لا ينصرف معرفة ولا نكرة. وإنما لم ينصرف؛ لإنه جمع من جهة اللفظ، وجمع من جهة المعنى. فأما اللفظ فظاهر. وأما المعنى؛ فلان الواحد لم يجي على هذه الزنة. يدلّ على صحة ذلك أن كل جمع فله في الآحاد نظير، وقد مثل ببعضها، وكذلك (فُلوس) وزنها (قُعود، وجُلوس، وسُدوس) للطيلسان، قال الشاعر(٢):
  ١٩١ - ... ... ... كَانَ عَلَيْهَا سُنْدُسًا وَسُدوسا
  وكذلك (أفعال) في الجموع وزنها في المفرد / قالوا: بُرمَةٌ أعشار(٣)، أي مُنْكَسرَةٌ(٤)، وَنَعْلٌ أَسْماطٌ(٥): غير مخصوفَة، وَسَراويلُ أَنْماط(٦)، أي غير محشوة، وقميص أخلاق(٧). وأما (أَفْعُلَةٌ) فنظيره في الواحد (أنملة). ومن النّاس(٨) مَنْ يقول: إنّه قد اجتمع فيه الجمع وجمع الجمع، قالوا: لأن كل جمع
(١) في (ع): (يُعد بحرفين).
(٢) هو يزيد بن حذاق العبدي.
١٩١ - عجز بيت من الطويل صدره: (وداويتُها حَتَّى شَفَتْ حَبَشِيَّةٌ).
البيت في المفضليات: ٢٩٧، واللسان: (سدس) و (سندس). الشاعر يصف فرسه.
حبشية: يريد حبشية اللون في سوادها والسندس والسدوس: الطيلسان الأخضر والعرب تمثل بالخضرة للسواد كما تمثل بالسواد للخضرة كقولهم: سواد العراق.
(٣) «والبرمة: ثمرةُ العضاة ... والجمع: البَرَمُ. اللسان (برم).
(٤) في (ع): مُتكسرة.
(٥) في (ع): (نعل أنماط)، وهو وهم.
(٦) في الأصل و (ع): (سراويل أسماط) وهو تحريف.
(٧) خَلَقَ الشيء ... بلي ... ويقال أيضًا خَلَقَ الثوب خُلُوقا ... وشيء خَلق: بال ... والجمع خُلقان وأخلاق، وقد يقال: ثوب أخلاق، يصفون به الواحد، إذا كانت الخلوقة فيه كله ... اللسان (خلق).
(٨) انظر الأصول: ٢/ ٩٢.