البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الجمع

صفحة 558 - الجزء 1

  قال (سيبويه) - فيما حكاه (أبو سعيد) في الشرح⁣(⁣١) وليس بالباب. والباب على أن تقول: أنفٌ وأَزْتُه، ولكنّه سُمِعَ من العرب ولا يقاس عليه. فلما جاز أن يجيء (فعل) على (أَفْعُل جاز أن يجيء (فعل) على (أفعال)، وكلاهما مسموعان.

  قال: «وربما اقتصر في بعض ذلك على جمع القلة، وفي بعضه على جمع الكثرة، وذلك نحو: رجل⁣(⁣٢) وأَرْجُل، ولم يتجاوزوا ذلك، و [نحو]⁣(⁣٣) أُذن وآذان، وقَلَم وَأَقْلام. وقالوا: سباع ورجال فاقتصروا عليهما.

  اعلم أن الجمع كان من حقه أن يكون جميعه⁣(⁣٤) على بناء واحد القليل منه والكثير، ولهذه العلة جاز أن يُقتَصَرَ في بعض الجموع على جمع القليل. فلا يُذكر الكثير، وفي بعضها على الكثير فلا يذكر القليل.

  فمما اقتصروا فيه على جمع القلة: رجلٌ جمعوها على أَرْجُل، وهو من أبنية جمع القلة، وكان من حقها أن تجمع في القلة أيضًا على (أَفْعال)؛ لأنّ (فعلاً) أبداً يُجمع عليه، نحو: ضرس وأضراس، ولكنهم عدلوا إلى (أَفْعُل) ولم يقولوا (أَفْعال)، فقالوا: هذه أَرْجُلٌ كثيرة. ومما اقتصر فيه على القلة ولا كثرة له: آذان، وأرسال⁣(⁣٥) (⁣٦)، وأكتاف، وأطناب، وما لا يحصى كثرة.


(١) الأوراق التي تحوي شرح باب (تكسير الواحد للجمع) في شرح السيرافي ساقطة من المخطوط الذي بين يدي. انظر سيبويه: ٢/ ١٧٦.

(٢) في الأصل ضبطت (رَجُل) وهو وهم، وفي (ع) غير واضحة الضبط.

(٣) زيادة من (مل)، ساقطة من الأصل و (ع) وفيهما: (وأذن ... وأقلام) بالرفع.

(٤) في (ع): (جمعه)، وهو تحريف.

(٥) في (ع): (أرسان)، وهو تحريف.

(٦) والأرسال: جمع الرُّسُلِ، وهو القطيع من كل شيء. اللسان: (رسل).