البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الجمع

صفحة 559 - الجزء 1

  فأما ما استغني بجمع الكثير عن القليل فقولهم: سباع في جمع السبع، ولم يقولوا في جمعه: أسباع، فأما أسباع المستعملة فهي جمع جزء من سبعة أجزاء. وكذلك قالوا: رجال في جمع رَجُلٍ، ولم يقولوا: أَرْجال في قليله، وقالوا: شع وشسوع، ولم يقولوا: أنساع.

  قال: «فإن كان الاسم على (فعال) أو (فعال) أو (فعال) أو (فعيل)⁣(⁣١) أو (فَعول)⁣(⁣٢) كُسَرَ في القلة على (أفْعِلَة)، وفي الكثرة على (فعلان) أو (فعلان) أو (فعل)، وذلك نحو: حمار وأحمرة، ورداء وَأَرْدِيَةٍ، وَخِوان وأَخْوِنَة⁣(⁣٣) (⁣٤)، وَفَدَانِ وَأَفْدِنَة⁣(⁣٥)، وحوار وأحورة وَغُرَابِ وَأَغْرِبَةٍ، وَجَريب وأَجْرِبَةٍ، وقفيز وأَقْفِيزَة، وعمود وأعمدة، وخروف وأُخْرِفَة. وأما الكثرة، فنحو: حِمارٍ وَحُمُر وَقَذالِ وَقَذْل، وَغَزال وَغُزلان، وغُرَابِ وَغَرْبانِ، وَقَضيب وَقَصْبانِ، وَكَثِيبٍ وَكُثبانِ وعتود وعندان».

  اعلم أن هذه الأوزان وإن كانت على أربعة أحرف فإن أصولها ثلاثية، لأن الواو والياء والألف فيها زوائد. وجعلوا زيادة الألف كزيادة الياء والواو؛ لأن زيادتها ليست للإلحاق فيلحق بالأصول؛ ولهذه العلة جمعوها جمع الثلاثية على (أفعلة).

  فإن قال قائل: كيف جاز أن تجمع الأسماء المذكرة بالهاء؟


(١) (أو فعيل): ساقط من (ع).

(٢) في (مل): ضبطت (فعول)، وهو وهم.

(٣) في (مل): (وجواب وأجوبة) بدل (وخوان وأخونة).

(٤) والخوان والخوان: الذي يؤكلُ عليه، معرب. اللسان: (خون).

(٥) «والفدان بتخفيف الدال الذي يجمع أداة الثورين في القران للحرث» اللسان: (فدن).