البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الجمع

صفحة 560 - الجزء 1

  قيل له: شبهوا جمع المذكر بعدد المذكر كما قالوا: ثلاثة وأربعة في المذكر، فالحقوا الهاء، وحذفوها في المؤنّث، فقالوا: ثلاث وأربع، كذلك فعلوا في الجموع فقالوا: حمارٌ وَأَحْمرَةٌ، وأشباه ذلك.

  وقالوا: في المؤنث: عناق وأَعْنُفٌ، وَعُقاب وأعقب، ويمين وأيمن بغير هاء.

  فإن قال: فقد قالوا: سَماء وأسميّةٌ، والسَّماء مؤنثة. قيل له: السماء تؤنث وتذكر. فأما تأنيثها فنحو قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ١}⁣(⁣١) {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ٧}⁣(⁣٢). وأما تذكيرها فنحو قوله تعالى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}⁣(⁣٣). وقال بعضهم⁣(⁣٤): إنما ذكرها على تأويل السقف، نحو قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا}⁣(⁣٥). وقال بعضهم⁣(⁣٦): أراد الجمع لقولهم⁣(⁣٧) في واحده⁣(⁣٨): سَماوَةٌ وَسَماءَةٌ⁣(⁣٩). فَمَنْ ذكرها جمعها على أَسْمِيَة، ومن أنث جمعها على سُمي. فأما حِمارٌ وَحُمُرٌ، فمنهم من يضم الفاء والعين، وتميم تُسْكِنُ العين. ولك⁣(⁣١٠) في كلّ جمع على وزن (فعل) الوجهان جميعا، نحو: رُسُل وَرُسُلِ، وَكُتُبِ وَكُتُبِ، وَصَبُرٍ وَصِبْرٍ


(١) البروج: (١).

(٢) الذاريات: (٧).

(٣) المزمل: (١٨).

(٤) هذا القول يُنْسَبُ إلى يونس. انظر المذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٣٦٧. وقد نسب أيضا إلى أبي عمرو. انظر مجاز القرآن: ٢/ ٢٧٤. وانظر المخصص: ١٧/ ٢٢، والبحر المحيط: ٨/ ٣٦٥ - ٣٦٦.

(٥) الأنبياء: (٣٢).

(٦) انظر المذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٣٦٦، والبحر المحيط: ٨/ ٣٦٥.

(٧) في (ع): (كقولهم).

(٨) في الأصل و (ع): (واحدة) وهو تحريف.

(٩) في الأصل: (سماءةٌ وسماء) والثاني محرف، وفي (ع): (سماوة وسماء) والثاني محرف أيضاً.

(١٠) في (ع): (وذلك) وهو تحريف.