باب الجمع
  قيل له: شبهوا جمع المذكر بعدد المذكر كما قالوا: ثلاثة وأربعة في المذكر، فالحقوا الهاء، وحذفوها في المؤنّث، فقالوا: ثلاث وأربع، كذلك فعلوا في الجموع فقالوا: حمارٌ وَأَحْمرَةٌ، وأشباه ذلك.
  وقالوا: في المؤنث: عناق وأَعْنُفٌ، وَعُقاب وأعقب، ويمين وأيمن بغير هاء.
  فإن قال: فقد قالوا: سَماء وأسميّةٌ، والسَّماء مؤنثة. قيل له: السماء تؤنث وتذكر. فأما تأنيثها فنحو قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ١}(١) {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ٧}(٢). وأما تذكيرها فنحو قوله تعالى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}(٣). وقال بعضهم(٤): إنما ذكرها على تأويل السقف، نحو قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا}(٥). وقال بعضهم(٦): أراد الجمع لقولهم(٧) في واحده(٨): سَماوَةٌ وَسَماءَةٌ(٩). فَمَنْ ذكرها جمعها على أَسْمِيَة، ومن أنث جمعها على سُمي. فأما حِمارٌ وَحُمُرٌ، فمنهم من يضم الفاء والعين، وتميم تُسْكِنُ العين. ولك(١٠) في كلّ جمع على وزن (فعل) الوجهان جميعا، نحو: رُسُل وَرُسُلِ، وَكُتُبِ وَكُتُبِ، وَصَبُرٍ وَصِبْرٍ
(١) البروج: (١).
(٢) الذاريات: (٧).
(٣) المزمل: (١٨).
(٤) هذا القول يُنْسَبُ إلى يونس. انظر المذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٣٦٧. وقد نسب أيضا إلى أبي عمرو. انظر مجاز القرآن: ٢/ ٢٧٤. وانظر المخصص: ١٧/ ٢٢، والبحر المحيط: ٨/ ٣٦٥ - ٣٦٦.
(٥) الأنبياء: (٣٢).
(٦) انظر المذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٣٦٦، والبحر المحيط: ٨/ ٣٦٥.
(٧) في (ع): (كقولهم).
(٨) في الأصل و (ع): (واحدة) وهو تحريف.
(٩) في الأصل: (سماءةٌ وسماء) والثاني محرف، وفي (ع): (سماوة وسماء) والثاني محرف أيضاً.
(١٠) في (ع): (وذلك) وهو تحريف.