البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الموصول والصلة

صفحة 587 - الجزء 1

  إلى وصف المعارف بالجمل، لأنّهم لما وصفوا النكرات بالجمل، نحو قولهم: مررت برجل أبوه كريم، أرادوا أن يصفوا المعارف بالجمل أيضًا حتى لا تكون النكرة أقوى من المعرفة، ولم يصح أن توصف المعارف بالجمل؛ لأن الجمل نكرات، والنكرة لا تكون وصفا لمعرفة، جاؤوا بـ (الذي) ووصلوها بالجملة، وأجروها وصفًا على المعرفة؛ لأنّها مع ما بعدها في تأويل الاسم الواحد المعرفة، وإن كان صلتها جملة، فهذا المعنى الذي دعاهم إلى استعمالها.

  والألف واللام فيها زائدة، وليست للتعريف كالألف واللام في الرجل، والفرس⁣(⁣١)، والدليل على صحة ذلك أن تعريفها بصلاتها، فلو كانت الألف واللام للتعريف لاجتمع تعريفان في اسم واحد، وهذا لا يجوز. وأيضًا فإنّ (مَنْ، وَما) معارف بصلاتها، وليس فيها ألف ولام وفيها أربع لغات: (الذي) بإثبات الياء، و (الَّذِ) بكسر الذال وحذف الياء، و (الذ)⁣(⁣٢) بإسكان الدال بدليل قول الشاعر⁣(⁣٣):

  ٢١٥ - كالذٌ تَزَبَّى رُبيَّة⁣(⁣٤) فاصطيدا


(١) في الأصل: (للفرس)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٢) في الأصل و (ع) رُسمت: (الْلّذْ) بفك الإدغام.

(٣) هو رجل من هذيل.

٢١٥ - البيت من مشطور الرجز.

وهو في شرح ديوان الهذليين: ٢/ ٦٥١، وما ينصرف وما لا ينصرف: ٨٣، وإعراب القرآن للنحاس: ١/ ٤٢٨، والإنصاف: ٢/ ٦٧٢، وابن يعيش: ٣/ ١٤٠، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٢٥٥، والخزانة: ٢/ ٤٩٨، واللسان: (زبي).

تزبي: اتخذ زبية. الزبية هي الحفرة التي تصنع / الاصطياد السباع.

(٤) في (ع): (ترثي رثية)، وهو تصحيف.