البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الموصول والصلة

صفحة 588 - الجزء 1

  و (الذي) بتشديد الياء.

  و (التي) فيها من اللغات مثل ما في (الذي). وهي موضوعة للمؤنثة⁣(⁣١) الغائبة. كما أنّ (الذي) موضوعة للمذكر الغائب.

  وتثنية (الذي): (اللذان) في حال الرفع، و (اللذين) في حال الجر والنصب. وتثنية (التي): (اللتان) في الرفع، و (اللَتَيْنِ) في حال النصب والجر، فتسقط الياء لاجتماع الساكنين، وهما ياءان. فهما في حال التثنية معربان، فإذا صرت إلى الجمع قلت في جمع (الذي): (الَّذينَ) بالياء والنون في حال الرفع⁣(⁣٢)، والنصب، والجر؛ لأنّه مبني كما كان المفرد. وكذلك تقول في (التي) (اللاتي).

  فإن قال قائل: كيف صار المثنى⁣(⁣٣) معربا من بين المفرد والجمع؟

  قيل له: لأن فيه ضرباً من الاختصاص، استحق به أن يكون مُميَّزاً، ألا ترى أن (الذي) اسم يقع على كل قليل وكثير، وكذلك (الَّذِينَ)، فأما (اللَّذَانِ) فلا يكون إلا لاثنين فقط. ومن النّاس مَنْ يقول: إنّ هذه التثنية ليست بحقيقة، وإنما صاغوا للاسم. علما يدل على التثنية، كا فعلوا في المبهمات في نحو (هذانِ وهذين).

  فأما (مَنْ) فإذا كانت بمعنى (الذي) فإنّها تقع على الواحد والتثنية والجمع، وتكن لمن يعقل⁣(⁣٤) من المذكر والمؤنث.

  و أما⁣(⁣٥) (ما) فإنّها تقع لمن لا يعقل، ولاجناس من يعقل.


(١) في الأصل و (ع): (للمؤنث)، وهو تحريف.

(٢) انظر ما قاله سيبويه في هذا: ٢/ ١٠٤.

(٣) في الأصل: (المبني) وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٤) في الأصل رُسمَتْ (يعقلو) وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٥) في (ع): (فأما).