باب الموصول والصلة
  وأما (أَيُّ) فإنها تكون بعض ما تُضاف إليه، سواء أضيفت إلى من يعقل أو إلى مَنْ لا يعقل، ولا تكون إلا بعض الشيء المضافة إليه. وهي معربة في عموم أحوالها إلا في الموضع الذي تكون بمنزلة (الذي)، وتحتاج إلى صلة، فإنها عند (سيبويه)(١) تكون مبنية على الضمة نحو قولهم: لأُكْرِمَنَّ أَيُّهُمْ أَفْضَلُ. وعند الكوفيين وغيرهم(٢) (٣) لا تُبنى على الضم، وإنما تكون منصوبة على كل حال. وحكي عن (الجرمي) أنّه قال(٤): خَرَجْتُ مِنَ الخَنْدَقِ خَنْدَقِ البَصْرَة إلى أن صَرْتُ بِمَكَّةَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَقولُ: لأكْرِ مَنَّ أَيُّهُمْ أَفْضَلُ. يعني أن كلاً ينصب ذلك ليس يضمه أحد. و (سيبويه) أجراهما مجرى أخواتها من (الذي، وَمَنْ، وما)، فكما كانت تلك مبنيّات بنى هذه على الضم؛ ليدل به على تمكنها، كما فعلوا في النداء وفي (حَيْثُ، وقَبْلُ، وَبَعْدُ). وقد تكون (أي) للاستفهام والمجازاة، فإذا كانت كذلك لم تحتج إلى صلة، كما أنّ (مَنْ) و (ما)(٥) إذا كانت للاستفهام، والمجازاة لم يحتاجا إلى صلة. وقد تُقطعُ (أي) من الإضافة وهي مرادة نحو قوله تعالى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}(٦) والمراد به: أي الاسمين تدعون الله أو الرّحمن(٧) فله الأسماء الحسنى.
  وأما الألف واللام فإنما يكونان اسما في الموضع الذي يحسن فيه تقدير (الذي) نحو قولنا: القائِمُ أَبوهُ زَيْدٌ، تقديره: الذي قام أبوه زيد، وليست كالألف
(١) الكتاب: ١/ ٣٩٨، ٣٩٩ - ٤٠٠.
(٢) انظر الإنصاف المسألة رقم (١٠٢): ٢/ ٧٠٩.
(٣) في الأصل: (وغيره)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٤) انظر الإنصاف: ٢/ ٧١٢، والمغني: ٨١، وشرح الكافية للرضي: ٢/ ٥٧.
(٥) في الأصل (... وأما)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٦) الإسراء: (١١٠).
(٧) في (ع): (... أم الرحمن).