البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الموصول والصلة

صفحة 598 - الجزء 1

  زيد. أما الرفع فعلى أن يكون (زيد) بدلاً من (الغلام)، والنصب على أن يكون بدلاً من (الذي)، وإذا جررت جعلته بدلاً من الهاء في (غلامه)، قال (الفرزدق):

  ٢١٧ - عَلَى حَالَةٍ لَوْ أَنَّ فِي القَوْمِ حَاتِما ... عَلَى جُودِهِ لَضَنَّ بِالمَاءِ حَاتِمٍ

  جز (حاتما)؛ لأنه بدل من الهاء في (جوده)».

  اعلم أن هذا الفصل مفهوم، لا يحتاج إلى تفسير.

  قال: «واعلم أن الصفة، والتوكيد والبدل، والعطف إذا جرى واحد منها على الاسم الموصول⁣(⁣١) آذَنَ بتمامه وانقضائه، تقول: مررتُ بالضاربين زيداً الظريفين⁣(⁣٢)، ولو قلت: مررتُ بالضاربين الظريفين زيداً، لم يَجُز؛ لأنك لاتصف الاسم وقد بقيت منه بقية».

  اعلم أن هذه الأربعة هي توابع الأسماء والتابع إنّما يصح بعد صحة المتبوع؛ فلهذا إذا جرت على اسم آذنت بتمامه وانقضائه.

  والاسم الموصول قد بَيَّنا أنه لا يتم إلا بصلته، وأن صلته تنزلت منه منزلة حرف من حروف الاسم، فكما لا يجوز أن تدخل الصفة بين حروف الموصوف، لا يجوز أن تدخل بين الموصول وصلته. وكذلك العطف كما لا تعطف على بعض الاسم دون بعض، لم يجز أن تعطف على الموصول قبل استيفاء صلته. وكذلك التوكيد والبدل بهذه المثابة وهذا واضح.

  قال: «فإن قلت: مررتُ بالضاربين أجمعين زيداً، لم يجز، لأن


٢١٧ - تقدم الشاهد برقم (٩٥).

(١) في (ع): (الموصوف)، وهو وهم.

(٢) في الأصل (الضريفين) بالضاد، وهو تحريف، والتصويب من (ع) و (مل).