البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الموصول والصلة

صفحة 599 - الجزء 1

  الاسم لا يؤكد وقد بقيت منه بقيّة. فإن قلت: مررتُ بالضاربين أجمعون زيداً، جاز أن تجعل (أجمعونَ) توكيداً للضمير في (الضاربن)، وكذلك لو قلت: مررت بالضاربين إخوتك زيداً، فجعلت (الإخوة) بدلاً من (الضاربين)، لم يَجُز لأنك لا تبدلُ من الاسم، وقد بقيت منه بقية، وصحتها أن تقول: مررتُ بالضاربين زيداً إخوتك، ولو قلت: مررتُ بالضاربين وزيد هندا، لم يجز؛ لأنك لا تعطف على الاسم، وقد بقيت منه بقيّة. ولكن تقول: مررت بالضاربين هندا وزيد».

  اعلم أن هذا الفصل واضح، فلا يحتاج إلى شرح. فأما قوله: إذا جعلت التوكيد للضمير فرفعته جاز تقديمه، وإنّما جاز؛ لأن ذلك يصير من صلة (الذي)⁣(⁣١) فيكون هو و (زيد) من الصلة، فسواء قدمته على (زيد) أو⁣(⁣٢) قدمت (زيداً) عليه، فتقول: مررت بالضاربين زيداً أجمعون، ومررتُ بالضاربين أجمعون زيداً.

  وليس كذلك في المسألة الأولى؛ لأنّ (أجمعينَ) هناك أجنبي من الصلة والموصول، فلا يجوز أن يدخل بينهما، فاعلمه. والباقي مفهوم.

  قال: «وتقول: القائمان الزيدان⁣(⁣٣)، فَتُثَنّي اسم الفاعل، كما تأتي في الفعل بعلم التثنية في قولك: اللذان قاما الزيدان. وتقول: القائم أخوهما الزيدان، فَتُوَحدَ اسم الفاعل، كما تُفْرِدُ الفعل إذا قلت: اللذانِ قام أخوهما الزيدان، وكذلك الجمع والتأنيث، فأعرفه


(١) في (ع): (لان ذلك الضمير من صلة الذي).

(٢) انظر ص ١٩ الحاشية رقم (٢).

(٣) في (مل) زيادة: (والقائمون (الزيدون) وهي مقحمة لا فائدة منها.