البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الموصول والصلة

صفحة 600 - الجزء 1

  وتقول⁣(⁣١): القائمة أُخْتُهُ زيد، فتؤنّث اسم الفاعل، كما تُؤنَّث لفظ الفعل في قولك: الذي قامت أخته زيد⁣(⁣٢)، وتقول: الذاهب أخوها هند فَتُذَكِّرُهُ⁣(⁣٣)، كما تقول: التي ذهب أخوها هند».

  اعلم أن الألف واللام في هذا الباب و (الذي) يختصان من بين الأسماء الموصولة بالإخبار، وتختص الألف واللام بالدخول على الأسماء المشتقة من الأفعال، ولا تدخل على غيرها من فعل ولا اسم، وإنّما اختصت بالدخول عليها لتقديرك في الأسماء ضميراً يرجع إليها، وإنّما امتنع دخولها على الأفعال؛ لأنّها تصير بعضا للفعل، ولا يصح رجوع الضمير إلى بعض الفعل. وإنما اختص الألف واللام و (الذي) بالإخبار دون الأسماء الموصولة لما فيها من الاختصاص، فإذا أخبرت بـ (الذي) وبالألف واللام كانت كل واحدة منهما مع صلتها في تقدير اسم، فيكون أحد جزأي الجملة، فلا يُفيد إلا بانضمام الجزء⁣(⁣٤) الآخر إليها نحو قولنا: الذي ضرب أخوه زيد، فـ (الذي) في موضع مبتدأ، و (ضرب أخوه) صلتها و (زيد) خبر عنها، وإن شئت جعلت (زيداً) مبتدأ و (الذي) مع صلتها هي الخبر، وكذلك الألف واللام. فإذا قلت: القائمان الزيدان، فإن شئت كان (القائمان) مبتدأ، و (الزيدان) (خبر عنها)؛ لأنّ كلّ واحد منهما معرفة، وإن شئت كان (الزيدان) مبتدأ، و (القائمان) الخبر. فإذا أخبرت عن قيام أخوي الزيدين قلت: القائم أخواهما الزيدان فتوحد الفعل، كما توحده في قولك: اللذان قام أخواهما الزيدان، وسائر المسائل مقيسَةٌ على ذلك، فافهمه.


(١) في (مل): (ألا تراك تقول ...).

(٢) (زيد): ساقطة من (ع).

(٣) في (مل): (فتذكر بغير هاء.

(٤) في الأصل: (الخبر)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).