باب الموصول والصلة
  فأما (أنْ) فهي الناصبة للفعل، وتكون صلتها أيضاً في تقدير رفع ونصب وجر، نحو قولك: أريد أن تقوم التقدير: أريد قيامك، فهذا نصب، ويسرني أن تقوم؛ أي: يَسُرُّني قيامك، (فهذا رفع)، وعجبتُ من أن تقوم؛ أي من قيامك. وما يأتيك(١) فقس عليه.
  قال: وتقول: أُحِبُّ أن تذهب فتضرب زيدا، فتعطف [(تضرب) على] (تذهب)، وتقول: أريد أن أزورك فيمنعني البواب، فترفع (يمنعني): لأنه ليس معطوفا على (أزورك)، بل هو مستأنف مرفوع قال (الخُطَيْقَةُ):
  ٢١٨ - والشِّعْرُ لا يَسْتَطِيعُهُ مَنْ يَظْلِمُهُ
  إذا ارتقى فيه الذي لا يَعْلَمُهُ
  زلت به إلى الحضيض قَدمة
  يُريدُ أَن يُعرِبَهُ فَيُعْجِبُهُ
  فرفع (يعجمه)؛ لأنه استأنف(٢): فإذا هو يعجمه، ولو نصب لفسد المعنى».
  اعلم أن صلات (أنْ) يجوز أن تعطف عليها فعلاً غيرها، إذا كان المعنى
(١) (وما يأتيك): ساقط من (ع).
٢١٨ - الأبيات من مشطور الرجز.
وهي في ديوان الحطيئة: ٢٣٩ (دار صادر)، وملحقات ديوان رؤبة: ١٨٦، والمقتضب: ٢/ ٣٢، والأغاني: ٢/ ١٩٦، والعمدة: ١/ ٧٤، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٣١٣، والمغني: ١٨٢، واللسان: (عجم). ورواية الأول منها: (والشعر صعب وطويل سلمه). والبيت الأخير منها في سيبويه: ١/ ٤٣٠، ومعاني القرآن للفراء: ٢/ ٦٨، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٧٨، والهمع: ٢/ ٦٨.
(٢) في (مل): (لان استأنفه).