البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الموصول والصلة

صفحة 603 - الجزء 1

  يَتَّفق فيهما جميعا نحو قولك: أريد أن تقوم ويسرني، فتنصب (يسرني)؛ لأنه معطوف على (تقوم) لما كان الإرادة تصح في الجميع؛ لأن التقدير: أريد القيام والمَسَرَّةَ. فإذا لم يصح المعنى بطل العطف، وإذا بطل العطف استأنف الكلام فرفع، نحو قولك: أريد أن أزورك فَيَمْنَعُني البَوّاب، لا يجوز العطف فيد المسألة؛ لأنك لست تريد الزيارة، وتريد أن يمنعك البواب؛ لأن ذلك مستحيل في القصد، فلما استحال رفعت على الاستئناف، وكذلك قول (الحطيئة):

  يُريدُ أَنْ يُعَرِبَهُ فَيُعْجِمُهُ

  لا يصح العطف؛ لأن الإعراب البيان، والإعجام الإشكال، وليس هو مريداً لبيانه وإعجامه، هذا محال، وإنّما يريد أن يُبَيِّنَهُ فإذا هو يعجمه، فرفع على الاستئناف كما ذكر⁣(⁣١).

  قال: «واعلم أن المصدر إذا كان بمعنى⁣(⁣٢) (أن) والفعل، ولم يكن مضافًا⁣(⁣٣)، عمل عمل الفعل في رفعه ونصبه. إلا أنه لا يتقدم عليه شيء مما بعده، ولا يُفْصَلُ بالأجنبي بينه وبينه، تقول: عجبتُ من ضَرْب زَيدٌ عمراً⁣(⁣٤)، أو من ركوب أخوك الفَرَس، أي من أن ركب أخوك الفرس، قال الله سبحانه: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ١٤ يَتِيمًا}⁣(⁣٥)، أي: أو أن يُطْعِمُوا يتيما، قال الشاعر⁣(⁣٦):


(١) في (ع): (ذكره).

(٢) في (ع): (لمعنى) وهو تحريف. وفي (مل): (في معنى ..).

(٣) في الأصل و (ع) أُقحم بعد قوله (ولم يكن مضافًا): (ولم يكن معرفا بالألف واللام)، وهو خطأ. والتصويب من (مل). انظر كلام ابن جنّي في الفقرة التي تلي هذه الفقرة.

(٤) في (مل) زيادة: أي: من أن ضرب زيد عمراً).

(٥) البلد: (١٤). وفي (ع) و (مل) (يتيما ذا مقربة).

(٦) نسبه العيني إلى المرار بن منقذ الأسدي. وهو من أبيات سيبويه التي لا يعرف قائلها.