البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب النونين

صفحة 613 - الجزء 1

  عليها للتوكيد، فَشُبِّهت⁣(⁣١) (ما) باللام، فَأُدْخِلَت النّون معها، إلا أن هاهنا يجوز حذفها، وفي القسم مع لامه تكون لازمة. فمما دخلت فيه مع (ما) قوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ}⁣(⁣٢) و {إِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا}⁣(⁣٣) و {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا}⁣(⁣٤).

  وأما موضع الضرورة فنحو قول الشاعر⁣(⁣٥):

  ٢٢٩ - ربَّما أَوْقَيْتُ في علم ... ترفعَنْ ثَوبي شمالات

  وإنما أدخلها لزيادة (ما) مع (رُبَّ)، فَشُبِّهَتْ بـ (ما) التي لِلْمُجازاة.

  وربما دخلت⁣(⁣٦) النّون أيضًا على ما بعد (لَمْ)، لَمّا كانت (لَمْ) جازمة⁣(⁣٧)


(١) في الأصل: (شبهت) بإسقاط الفاء، وما أثبته من (ع).

(٢) الأنفال: (٥٧).

(٣) الإسراء: (٢٨).

(٤) مريم: (٢٦).

(٥) هو جذيمة الأبرش.

٢٢٩ - البيت من المديد.

وهو في سيبويه: ٢/ ١٥٣، والنوادر لأبي زيد: ٥٣٦، والمقتضب: ٣/ ١٥، والإيضاح: ١/ ٢٥٣، والمؤتلف: ٣٩، والتبصرة: ١/ ١٩٠، ٤٣١، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٢٤٣، والمرتجل: ٢٣٢، وابن يعيش: ٩/ ٤٠، وشرح الكافية الشافية: ٣/ ١٤٠٦، والمقرب: ٢/ ٧٤، والمغني: ١٤٣، ١٤٦، ٣٤٣، والمقاصد: ٣/ ٣٤٤، ٤/ ٣٢٨، والهمع: ٢/ ٣٨، ٧٨.

وصدره في أوضح المسالك: ٣/ ٧٠.

العلم: الجبل. الشَّمالات: جمع (شمال) وهي الريح التي تهب من جهة الشمال. وانظر ما كتبه الأستاذ العلامة محمود شاكر في شرح هذه القطعة الشعرية فإن ذلك مما ينفعك ويمتعك بآن. أباطيل وأسمار: ٣٧٢، ٢٨٦.

(٦) في (ع): (وقد دخلت).

(٧) في (ع): (كانت له جازمة) وهو تحريف.