باب النونين
  عليها للتوكيد، فَشُبِّهت(١) (ما) باللام، فَأُدْخِلَت النّون معها، إلا أن هاهنا يجوز حذفها، وفي القسم مع لامه تكون لازمة. فمما دخلت فيه مع (ما) قوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ}(٢) و {إِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا}(٣) و {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا}(٤).
  وأما موضع الضرورة فنحو قول الشاعر(٥):
  ٢٢٩ - ربَّما أَوْقَيْتُ في علم ... ترفعَنْ ثَوبي شمالات
  وإنما أدخلها لزيادة (ما) مع (رُبَّ)، فَشُبِّهَتْ بـ (ما) التي لِلْمُجازاة.
  وربما دخلت(٦) النّون أيضًا على ما بعد (لَمْ)، لَمّا كانت (لَمْ) جازمة(٧)
(١) في الأصل: (شبهت) بإسقاط الفاء، وما أثبته من (ع).
(٢) الأنفال: (٥٧).
(٣) الإسراء: (٢٨).
(٤) مريم: (٢٦).
(٥) هو جذيمة الأبرش.
٢٢٩ - البيت من المديد.
وهو في سيبويه: ٢/ ١٥٣، والنوادر لأبي زيد: ٥٣٦، والمقتضب: ٣/ ١٥، والإيضاح: ١/ ٢٥٣، والمؤتلف: ٣٩، والتبصرة: ١/ ١٩٠، ٤٣١، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٢٤٣، والمرتجل: ٢٣٢، وابن يعيش: ٩/ ٤٠، وشرح الكافية الشافية: ٣/ ١٤٠٦، والمقرب: ٢/ ٧٤، والمغني: ١٤٣، ١٤٦، ٣٤٣، والمقاصد: ٣/ ٣٤٤، ٤/ ٣٢٨، والهمع: ٢/ ٣٨، ٧٨.
وصدره في أوضح المسالك: ٣/ ٧٠.
العلم: الجبل. الشَّمالات: جمع (شمال) وهي الريح التي تهب من جهة الشمال. وانظر ما كتبه الأستاذ العلامة محمود شاكر في شرح هذه القطعة الشعرية فإن ذلك مما ينفعك ويمتعك بآن. أباطيل وأسمار: ٣٧٢، ٢٨٦.
(٦) في (ع): (وقد دخلت).
(٧) في (ع): (كانت له جازمة) وهو تحريف.