البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب التصغير

صفحة 638 - الجزء 1

  فلا تحذفها. فأما إذا كانت الألف مقصورة، وهي خام ـة، وقبلها أربعة أحرف أصول فإنك تحذفها، سواء كانت للتأنيث أو⁣(⁣١) لغير التأنيث.

  فالتي للتأنيث: نحو: قرقرى، تقول في تصغيرها: فريقر، والتي لغير التأنيث، نحو: حبركي تقول في تصغيره: حُبَيرَك.

  فأما الألف والنون الزائدتان فإنّها على ضربين: أحدهما تثبت ألفه في الجمع، ولا تُقْلَبُ ياءً، نحو⁣(⁣٢): سَعْدانَ وعُثمانَ، تقول: في تصغيره: سُعَيْدانُ وعُثَيْمانُ، كقولك في جمعه عثمانونَ وَسَعْدانونَ.

  الثاني: ما ينقلب ألفه في الجمع ياء: نحو: سرحان، وسلطان، وضبعان تقول في تصغيره: سُريحين، وسليطين، وضبيعين، كقولك في جمعه: سلاطين، وَسَراحين، وضباعين؛ إذ⁣(⁣٣) كان الجمع والتصغير من واد واحد.

  قال: فإن كانت عين الثلاثى واواً أو ياء ظهر تا⁣(⁣٤) في التحقير تقول في جوزة: جويزة، وفي بيضة: بَيضَةً، فإن كانت الياء منقلبة عن واو رددتها في التحقير إلى أصلها، تقول في ريح: رويحة، وفي ديمة: دويمَةٌ، إلا أنهم قالوا في عيد: عُييد وأعياد، فالزموه الياء أَلْبَتّةَ وقياسه عُوَيْدٌ وأَعواد؛ لأنّه من عادَ يَعودُ».

  اعلم أن واو جَوْزَةٍ، وياء بَيْضَة، وما جرى مجراهما لم يعرض في الكلمة ما يوجب سقوطهما، ولا انقلابهما؛ إذ كانتا متحركتين، فلهذا ثبتتا في التصغير.


(١) انظر ص ١٩ الحاشية رقم (٢).

(٢) في (ع): (نحو قولنا).

(٣) في (ع): (إذا)، وهو وهم.

(٤) في (ع): (أَظْهِرَتا).