البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب ألفات القطع والوصل

صفحة 655 - الجزء 1

  فأما (ابن) وكان⁣(⁣١) أصله (بَنَو) أو (بَنَي) فأُسْقِطَ آخره. وأما (اثْنَانِ) فالأصل فيه (ثِنْيان)⁣(⁣٢)؛ لأنّه من ثَنَّيْتُ الشَّيء. وأما (اسم) فاصله (سُمو) بكسر السين وضمها، فحذفت الواو⁣(⁣٣)، يُوضح ذلك أنه من سَمَا يَسْمو. وأما (است) فاصله (سَتَهُ). وأما (امْرُةٌ) فَشُبِّهَت الهمزة بحرف معتل لما يلحقها من التخفيف. وأما (ابْنُم) فزيدت فيه الميم للتوكيد والمبالغة، كما قالوا للأزرق: زرقم، ولعظيم العَجزِ: ستهم.

  قال: «وأما الأسماء المصادر فهي⁣(⁣٤) كلّ مصدر ماضيه متجاوز لأربعة أحرف وفي أوله الهمزة⁣(⁣٥)، وذلك [نحو]⁣(⁣٦): استخراج، وانطلاق، واصفرار واحمرار؛ لأن الماضي متجاوز للأربعة، وفي أوله همزة وذلك: اسْتَخْرَجَ وانْطَلَقَ، واصفر، واحمر. فهذا دخولها في الاسم».

  اعلم أن لأفعال المصادر التي تدخل عليها همزة الوصل تسعة أبنية، سبعة منها ثلاثية، واثنان رباعيان.

  فالثلاثية ما كان على: (انْفَعَلَتْ) نحو: انْطَلَقْتُ، و (افْعَلَلْتُ) نحو: احْمَرَرْتُ، و (افْتَعَلْتُ) نحو: احْتَسَبْتُ، و (اسْتَفْعَلْتُ) نحو: اسْتَخْرَجْتُ، و (افْعَبْلَلْتُ) نحو: اقْعَنسَست، و (افعائلت) نحو: (اشْهَابَبْتُ)، و (افْعَولت) نحو: اجْلُودْتُ، و (افْعَوْعَلْتُ)


(١) في (ع): (فكان).

(٢) في (ع): (ثنتان)، وهو تصحيف.

(٣) في (ع): (فحذفت منه الواو).

(٤) في الأصل: (وهي): وهو سهو لقوله في أول الكلام (وأما)، والتصويب من (ع) و (مل).

(٥) في (ع) و (مل): (همزة).

(٦) تكملة من (ع) و (مل)، ساقطة من الأصل.