البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الاستفهام

صفحة 669 - الجزء 1

  فثني على التأويل، كقوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}⁣(⁣١) {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ}⁣(⁣٢) والتأنيث نحو قوله تعالى⁣(⁣٣): {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا}⁣(⁣٤).

  وأما الموسومة بعلامة النكرة، فهو في باب الحكاية، إذا قال القائل: «رأيتُ رجلاً، قلت: منا؟ فإن قال: هذا رجل، قلت: مَنُو؟ فإن قال: مررت برجل، قلت: مني؟، تَسمُها بعلامة تدل على أنه مستفهم عن نكرة، وسيجيء بيانه في موضعه إن شاء الله.

  وأما المنقولة من أجل (أم) فنحو قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ}⁣(⁣٥)، تقلبها عن الاستفهام لأجل (أم)؛ لأنّ حرف الاستفهام⁣(⁣٦) لا يدخل على حرف استفهام، كما نُقلَتْ هَلْ) إلى معنى (قد) في قوله:

  ٢٥٥ - أَمْ هَلْ كَبِيرٌ بَكي ... ... ... ...

  فأما (ما) فإنّها تقع على الأجناس وعلى النعوت، تقول: ما هذا الشيء؟ فيقال: إنسان، أو حمار، أو ذَهَبٌ، أو فضةٌ، ففيها من الاختصار⁣(⁣٧) مثل ما كان في (مَنْ). ويُسْأَلُ بها عن الصفات، فيقال: مازيد؟ فتقول: الطويل، والقصير،


(١) يونس: (٤٢).

(٢) يونس: (٤٣).

(٣) (تعالى): ساقطة من (ع).

(٤) الأحزاب: (٣١) وفي (ع): (تقنت) وهو تحريف.

(٥) الزمر: (٩).

(٦) في (ع): (استفهام).

٢٥٥ - تقدم الشاهد برقم (١٠١).

(٧) في الأصل رسمت: (الاختصار) وهو سهو، والتصويب من (ع).