باب الاستفهام
  فثني على التأويل، كقوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}(١) {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ}(٢) والتأنيث نحو قوله تعالى(٣): {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا}(٤).
  وأما الموسومة بعلامة النكرة، فهو في باب الحكاية، إذا قال القائل: «رأيتُ رجلاً، قلت: منا؟ فإن قال: هذا رجل، قلت: مَنُو؟ فإن قال: مررت برجل، قلت: مني؟، تَسمُها بعلامة تدل على أنه مستفهم عن نكرة، وسيجيء بيانه في موضعه إن شاء الله.
  وأما المنقولة من أجل (أم) فنحو قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ}(٥)، تقلبها عن الاستفهام لأجل (أم)؛ لأنّ حرف الاستفهام(٦) لا يدخل على حرف استفهام، كما نُقلَتْ هَلْ) إلى معنى (قد) في قوله:
  ٢٥٥ - أَمْ هَلْ كَبِيرٌ بَكي ... ... ... ...
  فأما (ما) فإنّها تقع على الأجناس وعلى النعوت، تقول: ما هذا الشيء؟ فيقال: إنسان، أو حمار، أو ذَهَبٌ، أو فضةٌ، ففيها من الاختصار(٧) مثل ما كان في (مَنْ). ويُسْأَلُ بها عن الصفات، فيقال: مازيد؟ فتقول: الطويل، والقصير،
(١) يونس: (٤٢).
(٢) يونس: (٤٣).
(٣) (تعالى): ساقطة من (ع).
(٤) الأحزاب: (٣١) وفي (ع): (تقنت) وهو تحريف.
(٥) الزمر: (٩).
(٦) في (ع): (استفهام).
٢٥٥ - تقدم الشاهد برقم (١٠١).
(٧) في الأصل رسمت: (الاختصار) وهو سهو، والتصويب من (ع).