باب الاستفهام
  وما أشبه ذلك. ولا يكون جوابها: زيد، ولا عمرو، فإن جعلت الصفة في موضع الموصوف على العموم جاز أن تقع على ما يعقل، ومن كلام العرب: «سُبْحانَ ما(١) سَخَّرَكُنَّ لَنا، وَسُبْحانَ ما يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بحمده»، وقال ø: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ٥}(٢) قال قوم: معناه وَمَنْ بَناها(٣)، وقال قوم معناه: وبنائها(٤).
  وَتَجيءُ (ما)(٥) في الكلام على عشرة أوجه وهي: الاستفهام، والجزاء، وموصولة، وموصوفة، وللتعجب، فهي في هذه الخمسة اسم، وتجيء جَحْدًا وَصِلَةً، وكافة، ومُسَلَّطَةً، ومُغَيِّرَةً لمعنى الحرف، وهي في هذه الخمسة حرف.
  فأما الاستفهام فقولك: ما عندك؟ على ما تقدم بيانه. وأما الجزاء فنحو قولك: ما تَفْعَلْ تُجازَ عَلَيْهِ، قال الله تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا}(٦) وقد مضى ذكرها في المجازاة(٧).
  والموصولة تكون بمعنى (الذي)، وقد تقدّم بيانه بما يُغني عنه، ومنه قوله تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٩٧}(٨) معناه - والله أعلم - بأحسن الذين كانوا يعملون.
(١) في الأصل: (سبحان من ...)، وهو وهم، والتصويب من (ع).
(٢) الشمس: (٥).
(٣) نسب ذلك إلى الحسن البصري ومجاهد وأبي عبيدة: انظر البحر المحيط: ٨/ ٤٧٨، ومجاز القرآن: ٢/ ٢٠٠.
(٤) نسب ذلك إلى قتادة والمبرد والزجاج. انظر البحر المحيط: ٨/ ٤٧٨، وانظر إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٧١١.
(٥) في الأصل: (بها) وما أثبته من (ع).
(٦) فاطر: (٢).
(٧) في (ع): (في باب المجازاة).
(٨) النحل: (٩٧).