البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الاستفهام

صفحة 679 - الجزء 1

  قوله تعالى: {أَوَلَمْ}، وقوله: {أَفَلَمَّا}⁣(⁣١)، وقوله: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ}⁣(⁣٢).

  وجميع الحروف والأسماء المستفهم بها، لا يجوز تقديم شيء منها على حروف العطف، وإنّما قلنا: إنّها تتقدمها [لَمّا]⁣(⁣٣) كانت الأصل، لأن الاستفهام له صدر الكلام، ولا يتقدمه شيء، فلما لم يتقدمها شيء وتقدمت حروف العطف على سائر الحروف والأسماء⁣(⁣٤) علمنا أنها هي الأصل.

  فأما (أم) فليست كالهمزة؛ لأنّها تكون عاطفة⁣(⁣٥) ولا يبتدأ بها، وإنما تقع بعد استفهام أو خبر كسائر حروف العطف، ولا تكون إلا ثانياً ولا يُبْتَدَأَ بها، ومن أجل ذلك جاز دخول (أم) على (هَلْ)، نحو قوله:

  ٢٥٨ - أم هلْ كَبِيرٌ بَكَى لَمْ يَقْضِ عَبْرَتَهُ ... إثرَ الأَحَبَّةِ يَوْمَ البَيْنِ مَشْكُومُ

  ولذلك⁣(⁣٦) دخلت على (كيف). نحو قوله⁣(⁣٧):

  ٢٥٩ - أَمْ كَيْفَ يَنْفَعُ ما تُعطي العلوقُ بِهِ ... رِئْمَانَ أَنْفَ إِذَا مَا ضُنَّ بِاللَّبَنِ


(١) في (ع): (أفلم).

(٢) يونس: (٥١).

(٣) تكملة من (ع).

(٤) (والأسماء): ساقطة من (ع).

(٥) في (ع): (لا تكون عاطفة)، وهو وهم.

٢٥٨ - تقدم الشاهد برقم (١٠١، ٢٥٥).

(٦) في (ع): (وكذلك).

(٧) هو أفنون التغلبي.

٢٥٩ - البيت من البسيط.

وهو في المفضليات: ٢٦٣، والكامل: ١/ ١٠٧، وابن يعيش: ٤/ ١٨، والمغني: ٤٥، والخزانة: ٤/ ٤٥٥، ٥١٩.

وصدره في الهمع: ٢/ ١٣٣. العلوق: الناقة التي علق قلبها بولدها. وذلك أنّه يُنْحَرُ ثُمَّ يُحْشَى جلده تبنا ويقدم لها لتدر وهي تشمه اللبن، فهي تطمئن إليه مرة، وتنفر عنه أخرى.