باب الاستفهام
  قوله تعالى: {أَوَلَمْ}، وقوله: {أَفَلَمَّا}(١)، وقوله: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ}(٢).
  وجميع الحروف والأسماء المستفهم بها، لا يجوز تقديم شيء منها على حروف العطف، وإنّما قلنا: إنّها تتقدمها [لَمّا](٣) كانت الأصل، لأن الاستفهام له صدر الكلام، ولا يتقدمه شيء، فلما لم يتقدمها شيء وتقدمت حروف العطف على سائر الحروف والأسماء(٤) علمنا أنها هي الأصل.
  فأما (أم) فليست كالهمزة؛ لأنّها تكون عاطفة(٥) ولا يبتدأ بها، وإنما تقع بعد استفهام أو خبر كسائر حروف العطف، ولا تكون إلا ثانياً ولا يُبْتَدَأَ بها، ومن أجل ذلك جاز دخول (أم) على (هَلْ)، نحو قوله:
  ٢٥٨ - أم هلْ كَبِيرٌ بَكَى لَمْ يَقْضِ عَبْرَتَهُ ... إثرَ الأَحَبَّةِ يَوْمَ البَيْنِ مَشْكُومُ
  ولذلك(٦) دخلت على (كيف). نحو قوله(٧):
  ٢٥٩ - أَمْ كَيْفَ يَنْفَعُ ما تُعطي العلوقُ بِهِ ... رِئْمَانَ أَنْفَ إِذَا مَا ضُنَّ بِاللَّبَنِ
(١) في (ع): (أفلم).
(٢) يونس: (٥١).
(٣) تكملة من (ع).
(٤) (والأسماء): ساقطة من (ع).
(٥) في (ع): (لا تكون عاطفة)، وهو وهم.
٢٥٨ - تقدم الشاهد برقم (١٠١، ٢٥٥).
(٦) في (ع): (وكذلك).
(٧) هو أفنون التغلبي.
٢٥٩ - البيت من البسيط.
وهو في المفضليات: ٢٦٣، والكامل: ١/ ١٠٧، وابن يعيش: ٤/ ١٨، والمغني: ٤٥، والخزانة: ٤/ ٤٥٥، ٥١٩.
وصدره في الهمع: ٢/ ١٣٣. العلوق: الناقة التي علق قلبها بولدها. وذلك أنّه يُنْحَرُ ثُمَّ يُحْشَى جلده تبنا ويقدم لها لتدر وهي تشمه اللبن، فهي تطمئن إليه مرة، وتنفر عنه أخرى.