البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب ما يدخل في الكلام فلا يغيره

صفحة 687 - الجزء 1

  تدل على الماضي، والمجازاة إنما تكون بالمستقبل.

  فأما (إذا) ففيها معنى المجازاة إلا أنّها لا يُجازى بها إلا في ضرورة الشعر نحو قول الشاعر⁣(⁣١):

  ٢٦٥ - إذا قصرت أسيافنا كانَ وَصلها ... خُطانا إلى أعدائنا فَتُضارب⁣(⁣٢)

  وقوله:

  ٢٦٦ - تَرْفَعُ لِي خُنْدُفٌ وَاللَّهُ يَرْفَعُ لي ... ناراً إذا ما خَبَتْ نيرانها تقد⁣(⁣٣)

  فإن قيل: ما معنى قولكم: فيها معنى المجازاة ولا يجازى بها؟

  قيل له: معنى ذلك أن جوابها يقع عند الفعل الواقع كما تقع المجازاة عند وقوع الشرط. وإنما لا يجازى⁣(⁣٤) بها؛ لأن فيها توقيتاً، ومن شرط المجازاة أن تكون مبهمةً. ولما ذكرنا من توقيتها، قال الله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١}⁣(⁣٥) و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ١}⁣(⁣٦)؛ لأنّ ذلك مؤقت. ولا تحسن هاهنا (إنْ)، ومن ذلك حَسُنَ: إذا احْمَرَّ البُسْرُ أَتَيْتُكَ⁣(⁣٧)؛ لأنَّ احْمِرارَهُ مُؤقت، ولم يحسن: إِنِ احمر


(١) ورد هذا البيت في قصيدة لقيس بن الخطيم، وأخرى للأخنس بن شهاب. انظر الخزانة.

٢٦٥ - البيت من الطويل.

وهو في ديوان قيس بن الخطيم: ٨٨ برواية المؤلف، وبها أيضًا ورد في سيبويه: ١/ ٤٣٤، والخزانة: ٣/ ١٦٤. وورد برواية: (إلى القوم الذين نضاربُ) برفع (نضارب) في المفضليات: ٢٠٧ ضمن قصيدة للأخنس بن شهاب، والخزانة: ٣/ ١٦٤، وعلى هذه الرواية يفوت موضع الاستشهاد.

(٢) في الأصل: (إلى القوم الذي نضاربُ) وهذا تحريف لرواية (الذين نضارب) ولا شاهد فيها.

٢٦٦ - تقدم الشاهد برقم (١٦١).

(٣) (وقوله: ترفع لي ... تقد): ساقط من (ع).

(٤) في (ع): (لم يجاز).

(٥) الانشقاق: (١).

(٦) الانفطار: (١).

(٧) في (ع): (زرتك).