باب ما يدخل في الكلام فلا يغيره
  تدل على الماضي، والمجازاة إنما تكون بالمستقبل.
  فأما (إذا) ففيها معنى المجازاة إلا أنّها لا يُجازى بها إلا في ضرورة الشعر نحو قول الشاعر(١):
  ٢٦٥ - إذا قصرت أسيافنا كانَ وَصلها ... خُطانا إلى أعدائنا فَتُضارب(٢)
  وقوله:
  ٢٦٦ - تَرْفَعُ لِي خُنْدُفٌ وَاللَّهُ يَرْفَعُ لي ... ناراً إذا ما خَبَتْ نيرانها تقد(٣)
  فإن قيل: ما معنى قولكم: فيها معنى المجازاة ولا يجازى بها؟
  قيل له: معنى ذلك أن جوابها يقع عند الفعل الواقع كما تقع المجازاة عند وقوع الشرط. وإنما لا يجازى(٤) بها؛ لأن فيها توقيتاً، ومن شرط المجازاة أن تكون مبهمةً. ولما ذكرنا من توقيتها، قال الله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١}(٥) و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ١}(٦)؛ لأنّ ذلك مؤقت. ولا تحسن هاهنا (إنْ)، ومن ذلك حَسُنَ: إذا احْمَرَّ البُسْرُ أَتَيْتُكَ(٧)؛ لأنَّ احْمِرارَهُ مُؤقت، ولم يحسن: إِنِ احمر
(١) ورد هذا البيت في قصيدة لقيس بن الخطيم، وأخرى للأخنس بن شهاب. انظر الخزانة.
٢٦٥ - البيت من الطويل.
وهو في ديوان قيس بن الخطيم: ٨٨ برواية المؤلف، وبها أيضًا ورد في سيبويه: ١/ ٤٣٤، والخزانة: ٣/ ١٦٤. وورد برواية: (إلى القوم الذين نضاربُ) برفع (نضارب) في المفضليات: ٢٠٧ ضمن قصيدة للأخنس بن شهاب، والخزانة: ٣/ ١٦٤، وعلى هذه الرواية يفوت موضع الاستشهاد.
(٢) في الأصل: (إلى القوم الذي نضاربُ) وهذا تحريف لرواية (الذين نضارب) ولا شاهد فيها.
٢٦٦ - تقدم الشاهد برقم (١٦١).
(٣) (وقوله: ترفع لي ... تقد): ساقط من (ع).
(٤) في (ع): (لم يجاز).
(٥) الانشقاق: (١).
(٦) الانفطار: (١).
(٧) في (ع): (زرتك).