باب الحكاية
  فأما إذا أتت في أول السؤال الواو أو الفاء لم يكن إلا الرفع، وذلك أنك لما أدخلتهما(١) في الكلام علم المسؤول أنّك تعطف على كلامه(٢) وتقصد قصده، فاستغنيت عن الحكاية. وقد بينا أن الحكاية لإزالة الالتباس، وإذا زال الالتباس لم يبق غير الرفع فرفعت. والله أعلم.
  قال: «وإن سألت بـ (مَنْ) عن نكرة حكيت الإعراب في (من) نفسها(٣)، إذا قال: رَأَيْتُ رَجُلاً، قلت: منا؟ وإذا قال: جاءَني رَجُلٌ، قلت: منو؟ ومررت(٤) برجل، فتقول(٥): مني؟ وعندي رَجُلانِ، فتقول(٦): منان؟ وعندي امرأةٌ [قلت: مَنَةٌ؟ وعندي] امرأتان، فتقول(٧): منتان؟ ورأيت رجلين، فتقول: منين؟ ومررتُ بامرأتين، فتقول: منتين؟ وعندي رجال، فتقول: مَنونَ(٨)؟ ومررتُ بنساء، فتقول: منات؟
  فإن وصلت أسقطت العلامة من الجميع(٩)، فتقول - إذا قال، رأيت نساء، أو كَلَّمَني رجلٌ، أو مررتُ بامرأة(١٠): مَنْ يا فتى؟ في هذا كله. وإذا سألت بـ (أيّ) أعربتها في الوصل والوقف يقول:
(١) في (ع): (أدخلتها)، وهو تحريف.
(٢) في (ع): (على كلامك)، وهو وهم.
(٣) في (ع): (الإعراب في نفسها).
(٤) في (مل): (وإذا قال: مررت ...).
(٥) في (مل): قلت.
(٦) في (مل): (جاءني رجلان قلت).
(٧) من هذا المثال إلى آخر الأمثلة في (مل) بدل (فتقول): (قلت).
(٨) (ورأيت رجليين ... فتقول منون): ساقط من (ع).
(٩) في الأصل: (الجمع)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(١٠) (أو مررت بامرأة): ليس في (مل).