البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

الفصل الثالث توثيق الكتاب

صفحة 12 - الجزء 1

  الأفعال. وكلاهما يتضمن معنى ما يجوز الإخبار عنه. وإِنَّما قلنا ذلك؛ لأنَّ قولنا: (صَهُ) وَ (مَة) معناهما: السُّكوتُ، والكف⁣(⁣١)، والسكوتُ والكَفِّ يُخْبَرُ عنهما. فإن قال قائل: فهذا⁣(⁣٢) يَبْطُلُ بالفعل، لأنَّا إِذا قلنا: (اسْكُت)، دَل⁣(⁣٣) على السكوت، وتضمن معناه.

  قيل له: قولنا⁣(⁣٤): (اسکت)، دلالته على السكوت دلالةُ التَّرْكيب وانضم إليه معنى أزاله عن التسمية، فصار فعلاً.

  وليس كذلك (صَهُ) وَ (مَه)، فليست دلالته على السكوت دلالة التركيب، ألا تري أنك تُعاقب عليه التَّنْوينَ، فتقولُ: (صه) [مُنَوَّنا فيكون معناه: سكوتا وتحذف التَّنْوين⁣(⁣٥) فيكون معناه: السكوت⁣(⁣٦)، واعتقابُ التعريف والتنكير من علامات الأسماء؛ لأنَّه ليس في كلامهم فعل يصح فيه هذا المعنى. وأما الظروف⁣(⁣٧)، نَحوُ: (وراءَكَ) و (عليك) وما أشبه ذلك، فإنَّ الكاف فيه للخطاب الا ترى أن قولنا: (وَرَاءَكُمْ) فَتْحَتُهُ فَتْحَةُ بناء وليست فتحة إعراب، وقوله تعالى: {ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ}⁣(⁣٨) ليس المراد به: ارجعوا خَلْفَكُمْ، وإنَّما / المراد به - والله


(١) في (ع): «صه معناها السكوت، ومه معناها الكف».

(٢) في (ع): (هذا).

(٣) في الأصل: (دلالته) وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٤) في الأصل: (إن قوله)، وما أثبته من (ع).

(٥) تكملة من (ع).

(٦) انظر ما كتبه استاذنا الدكتور تمام حسان في كتابه اللغة العربية معناها - ومبناها: ٩٣.

(٧) من (ع) في الأصل: (الظرف).

(٨) الحديد: (١٣).