الفصل الثالث توثيق الكتاب
  أعلم -: ارجعوا ارجعوا، و (وراء) قائم مقام الفعل(١)، فلما(٢) أضفتَهُ إِلى الكاف دَلَّ على أنه اسم، لأنَّ الإضافة إخبارٌ(٣). ولولا الإطالة لأتيتُ على ما ذكر في هذا المعنى، فقس عليه، ففيه كفاية إن شاء الله.
  والاسم على ضَربَيْنِ: عَيْنٌ، وحَدَتْ. فالعَيْنُ نَحْوُ: (رَجُلٍ) وَ (فَرَس). والحَدَثُ ما ينقضي بانْقِضاءِ الزَّمانِ، نحوُ: (الضَّرْب) و (الطَّعْنِ) وأشباه ذلك.
  قال: «والفعل ما حَسُنَ قَبْلَهُ(٤) (قَدْ)، أو كان أمراً. فأما (قد) فَنَحْوُ قولك: قد قام، وقَدْ قَعَدَ، وقَدْ يَقومُ، وقد يقعُدُ. وَكَوْنُهُ أَمْرًا نَحْو قولك: (قم) و (اقْعُدْ).
  اعلم أنَّ هذا أيضاً ليس بحد الفعل(٥)؛ لأنَّ في الأفعال ما لا يَحْسُنُ قَبْلَهُ (قَدْ) ولا يكون أمراً، وذلك نَحْوُ: (نع) و (بِئْسَ) وكذلك(٦) (ليس) على مذهبه(٧) أيضًا فعل، ولا يَحْسُنُ قبلها (قد)، ولا يكون منها أمر، وكذلك أفعال(٨) التَّعجب، نحو قولك: أَحْسِن بزيد [وَأَكْرِمْ بِعَمْرٍو](٩)، لا تَحْسُنُ قبلها(١٠) (قد)، ولا يكون
(١) لم أجد أحداً قال بهذا الرأي فيما وقفت عليه من كتب التفسير.
(٢) في الأصل: (وما)، وما أثبته من (ع).
(٣) وذلك لأنك إذا قلت: (كتاب زيد) فقد تضمن كلامك خبراً فحواه: (الكتاب لزيد) وهذا جملة من مبتدأ وخبر.
(٤) في (ع) و (مل): (فيه).
(٥) في (ع): (بحد للفعل).
(٦) (وكذلك): ساقطة من (ع).
(٧) أي على مذهب ابن جني؛ لأن (ليس) على مذهب شيخه أبي علي ومن وافقه حرف لا فعل والشارح يعرض مذهب أبي علي في (ليس) فيما بعد انظر الصفحة الآتية.
(٨) (أفعال): ساقطة من (ع).
(٩) زيادة من (ع).
(١٠) في الأصل: (فيه)، وما أثبته من (ع).