البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

الفصل الثالث توثيق الكتاب

صفحة 14 - الجزء 1

  منها أمر، وإنما ذكره أيضًا على حد ما ذكر في الاسم من التعليم.

  على أنَّ الفعل كل حدهُ وصَح حده. فأما⁣(⁣١) (سيبَوَيْهِ) فقال: الفعلُ: أمْثَلَةٌ أُخذَتْ من لَفْظ أحداث⁣(⁣٢) الأسماء، وبُنيت لما مضى، ولما يكون ولَمْ يَقع، ولما هو كائن لم ينقطع⁣(⁣٣). يقصد أنَّ الفعل أحد من المصدر، وبُنِي الازمنة⁣(⁣٤) الثلاثة⁣(⁣٥): الماضي والحاضر والمستقبل. وهذا حد تامٌ لا يَخْرُجُ منه شيءٌ إِلى غيره، ولا يدخل فيه شيء من غيره، وهذا متى كان كذلك كان حدا؛ ولهذا سُمِّيَتْ حُدودُ الدّارِ؛ لأنّها تَمْنَعُ غيرها أن يدخل في الدار، أو يخرج من الدار شيء إلى غيرها. وسُمِّي الحاجِبُ حَدَاداً؛ لأنه يمنع من يريد الدخول إلى الدار، وسُمِّيَ الحديد حديداً؛ لأنَّه يمنع أن يدخل فيه شيء لصلابته. فإذا ثبت أن الحد هذا حكمه فمتى خرج من المحدود شيء أو دخل فيه غيره فليس بحد كامل.

  وحد الفعل عند (أبي علي) على ما ذكره في كتاب (الإيضاح)، فقال: وأما الفعل فما كان مستنداً إلى شيء ولم يُسند إليه شيء⁣(⁣٦). وهذا أيضا حد تام لان الفعل يُخْبَرُ به ولا يُخبر عنه والاسم يخبر به⁣(⁣٧)، ويُخبرُ عنه، والحرف لا يُخبرُ به / ولا يُخبرُ عنه، فتميز الفعل عنهما. والإسناد هو الإخبار. فإن قال قائل: فإِنَّ (ليس) عند (أبي علي) حرف وهي مسندة إلى الضمير في قولنا: (لست)


(١) في (ع): (وأما).

(٢) في (ع): (أحدث) وهو تحريف.

(٣) الكتاب: ١/ ٢.

(٤) في الأصل: (الأزمنة)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٥) (الثلاثة): ساقطة من (ع).

(٦) الإيضاح: ٧.

(٧) الاسم يُخبر به إِذا كَانَ وَصَفًا أَوْ مُؤَوَّلاً بِهِ مِن غَيْرِهِ.