الفصل الثالث توثيق الكتاب
  لمعنى ليس باسم ولا فعل(١). وقال (أبو علي الفارسي): الحرف ما جاء لمعنى ليس غير(٢).
  فإن قال قائل: فإنَّ الحرف قد يجيء لمعان، ألا ترى أنَّ (مِنْ) تكون للتبعيض، وتكون لابتداء الغاية، وتكون بيانا للجنس، وتجيء زائدة مؤكدةً للنفي، فكيف يقال(٣) الحرف ما جاء لمعنى؟!
  قيل له(٤): إِنَّ (مِنْ) في الموضع الذي تكون فيه لابتداء الغاية لا تكون للتبعيض، فإن(٥) كانت للتبعيض لا تكون لابتداء الغاية، وكذلك باقي معانيها، وإِنَّما تَنْفَرد بمعنى من المعاني، وكذلك ما جرى مجراها من الحروف.
  واعلم أنَّ الحرف قد يدْخُلُ على الاسم وحْدَهُ، نَحْو لامِ التَّعْرِيفِ، وَيَدْخُلُ على الفعل وحده، نحو السِّينِ وسَوْفَ فَيَتَخَصَّص كل واحد منهما بعد شياعه، ويربط جملة بجملة، نَحْو(٦): قام زيد، وقَعَدَ عمرو، فالواو ربطت إحدى الجملتين بالأخرى. وقد(٧) يدخل على الكلام التام فيُحْدِثُ معنى لم يكن، نَحْو(٨): زيد أخوك، فتدخل عليه همزة الاستفهام، فتقول: أزيد أخوك؟ ونَحْو: قام زيد،
(١) الكتاب: ٢/ ١.
(٢) في (ع): (ليس غيره).
(٣) في (ع): (يقولون).
(٤) في (ع): (فالجواب).
(٥) في (ع): (ومتى).
(٦) في (ع): (نحو قولك).
(٧) في (ع): (فقد).
(٨) في (ع): (نحو قولك).