كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(فصل: في العمل عند الخروج)

صفحة 29 - الجزء 1

  وَعَنْ رَسُولِ اللهِ ÷ أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الغَرْزِ⁣(⁣١)، وَهْوَ يُرِيْدُ السَّفَرَ قَالَ: «بِسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ وَالمَالِ، اللَّهُمَّ اطْوِ لَنَا الأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ⁣(⁣٢)، وَكَآبَةِ المُنْقَلَبِ، وَسُوءِ المَنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالمَالِ». رَوَاهُ الإِمَامُ الْهَادِي إِلَى الْحَقِّ #.

  وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ عَنْ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ # أَنَّهُ قَالَ حِيْنَ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الغَرْزِ: (بِسْمِ اللهِ)، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى الدَّابَّةِ قَالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَرَّمَنَا، وَحَمَلَنَا في البَرِّ وَالْبَحْرِ، وَرَزَقَنَا مِنَ الطَّيِّبَاتِ، وَفَضَّلَنَا عَلَى كَثِيْرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ⁣(⁣٣)، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا


(١) «الغَرْزُ - بالفَتْح -: رِكَابُ الرَّحْلِ من جِلْدٍ مَخْرُوزٍ، فَإِذا كَانَ من حَدِيدٍ أَو خَشَبٍ فَهْوَ رِكابٌ: وَضَعَها فِيهِ ليَرْكَب، وأَثْبَتَها، وَكَذَا إِذا غَرَزَ رِجلَهُ فِي الرِّكاب، كاغْتَرَزَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرابِيِّ: الغَرْزُ للناقةِ مثلُ الحِزامِ للفَرَس. وَقَالَ غَيْرُهُ: الغَرْزُ للجَمَلِ مِثْلُ الرِّكَابِ للبَغْلِ». تمت من (تاج العروس).

(٢) «الْوَعْثُ - بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ -: الطَّرِيقُ الشَّاقُّ الْمَسْلَكِ، وَالْجَمْعُ: وُعُوثٌ، مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. وَأَوْعَثَ الرَّجُلُ: مَشَى فِي الْوَعْثِ، وَيُقَالُ: الْوَعْثُ: رَمْلٌ رَقِيقٌ تَغِيبُ فِيهِ الْأَقْدَامُ فَهْوَ شَاقٌّ، ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِكُلِّ أَمْرٍ شَاقٍّ مِنْ تَعِبٍ وَإِثْمٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَمِنْهُ: «وَعْثَاءُ السَّفَرِ، وَكَآبَةُ الْمُنْقَلَبِ»، أَيْ شِدَّةُ النَّصَبِ وَالتَّعَبِ وَسُوءُ الِانْقِلَابِ. وَيُقَالُ: وَعُثَ الطَّرِيقُ وُعُوثَةً - مِنْ بَابَيْ قَرُبَ وَتَعِبَ -: إذَا شَقَّ عَلَى السَّالِكِ، فَهْوَ وَعْثٌ، وَالْوَعْثُ أَيْضًا: فَسَادُ الْأَمْرِ وَاخْتِلَاطُهُ». تمت من (المصباح).

(٣) «أَقْرَنَ لَهُ: أَطَاقَهُ وَقَوِيَ عَلَيْهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ١٣}⁣[الزخرف]، أَيْ: مُطِيقِين». من (مختار الصحاح).