المختصر المفيد للقرشي،

أحمد بن إسماعيل القرشي (المتوفى: 1282 هـ)

النوع السادس: الحسد

صفحة 100 - الجزء 1

  ومنها ترك التعريف بما يعرف من محاسن المحسود ومكارمه في مقام يقتضي ذلك، ولا بأس أن يسأل الله أن يفعل له (مثل)⁣(⁣١) ما فعل للمحسود، ولا يجوز أن يتمنى كونه له، ودليل الأمرين قوله تعالى: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}⁣[النساء: ٣٢].

  واعلم أنه حصل من مجموع ما ذكر أن الحسد أربع مراتب:

  الأولى: محبة زوال النعمة وأن تكون منقلبة إليه، وهذا أعظمها.

  الثانية: طلب تلك النعمة بعينها غير مريد زوالها عنه.

  والثالثة: طلب مثلها لا عينها، فإذا لم تصل إليه أحب زوالها.

  الرابعة: طلب مثلها، فإن لم تصل إليه لم يحب زوالها.

  وهذا هو السؤال من فضل الله، ولم يكن محرماً فتأمله تنجو من الهلكات، لأن الحسد آفة وداء على من وقع عليه، إذ هو شعلة نار⁣(⁣٢) تتوقد في قلب الحاسد، والقلوب عليه مجبولة، قال ÷: «ما خلى جسد من حسد، ولكن الكريمَ يخفيه، واللئيمَ يبديه»، فإن ثارت ناره المحرقة والعياذ بالله وجبت مدافعته إما بتذكر⁣(⁣٣) الأدلة الواردة في ذمه، أو بتذكر ما ورد عن الحكماء: الحسود غضبان على


(١) من المطبوع.

(٢) في المخطوط: شعبة من نار.

(٣) في المخطوط: أو يتذكر.