المختصر المفيد للقرشي،

أحمد بن إسماعيل القرشي (المتوفى: 1282 هـ)

من باب الموالاة والمعاداة

صفحة 85 - الجزء 1

من باب الموالاة والمعاداة

  وهذا من أهم الواجبات وأعظمها خطراً، تجب موالاة المؤمنين وهي أن تحب لهم كلما تحب لنفسك، وتكره لهم كلما تكره لها، وتحرم معاداتهم، ويجب معاداة أعداء الله من الكفار والفساق، وهي إرادة إنزال المضرة عليهم، وصرف المنافع عنهم، ويعزم على ذلك إن قَدَر، وتحرم موالاتهم لقوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا ءَابَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}⁣[المجادلة: ٢٢]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}⁣[المائدة: ٥١]، قال في الكشاف: والمحبة في الله والبغض في الله باب عظيم وأصل من أصول الإيمان.

  ويجوز إطعام الفاسق وأكل طعامه والنزول عليه وإنزاله لخصال خير فيه، أو لرحِمِه، لا لما هو عليه، ما لم يكن فيه إعانة له على معصيته أو مفسدة دينية، ويحرم الدعاء له بالرحمة والمغفرة وطول البقاء.

من باب إعانة أهل الفساد

  قال الهادي # في الأحكام: من أعان ظالماً ولو بخط حرف أو برفع دواة أو وضعها لقي الله يوم القيامة وهو معْرض عنه، غضبان عليه، ومن غضب الله عليه فالنار أولى به، أما إني لا أقول ذلك في أحد (من)⁣(⁣١) الظالمين دون أحد، بل أقول: إنه لا تجوز معاونة الظالم ولا معاضدته ولا منفعته ولا خدمته كائناً مَنْ كان، من آل


(١) من المطبوع.