النوع الثاني عشر: حب الدنيا
النوع الثاني عشر: حب الدنيا
  هي رأس كل خطيئة كما ورد عنه ÷، والدنيا عبارة عن كل ما يشغل عن الله قبل الموت، وتلخيص ما ذكره في التكملة أن الدنيا المنهي عن حبها هي الشرف والمال المطلوبان للمكاثرة والمباهاة والعلو على الغير، وإن كان كثير مما ذكر مباحاً إلا أن محبته والحرص عليه تقود إلى المعاصي إلا ما كان لله تعالى، وتُغْفل عن ذكر الله تعالى والدار الآخرة، وتجر إلى كل شيء دنئ، فيقتصر العاقل على قدر الكفاية من الحلال.
  والحاصل أن شرّ الدنيا متشعب من ثلاثة أمور: حب المال، وحب الجاه، وحب الشهوات، فأما المال فيأخذ منه قدر كفايته، وأما الجاه فيترك المحافظة عليه واللمح إليه، إلا ما كان منه لأجل الدِّين، وفي نقصه نقص له، وأما الشهوات ففي الحلال غنْية عن غيره فيقتصر منه على مقدار الضرورة، وعلى العبد مجاهدة النفس، وليس له مع ذلك إلا معونة الله ومادته ولطفه ورحمته.
النوع الثالث عشر: محبّة الجاه والشهرة
  هي نوع خاص من محبة الدنيا، وأصل الجاه انتشار الصيت وحصول الشهرة، وهما مذمومان، وذم الشهرة مدح للخمول.
  والحاصل إن كان المقصود من الجاه التوصل إلى أمر ديني كأمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ما لا بدّ في المعاش منه(١) لم تقبح محبته،
(١) في المخطوط: وما لا بدّ منه في المعاش.