النوع الثالث: الرياء
النوع الثالث: الرياء
  هو من أقبح المعاصي الباطنة المحبطة للأعمال، وحقيقته في الشرع: فعل الطاعة أو ترك المعصية لحصول غرض دنيوي: إما ثناء من الناس عليه، أو غيره من السمعة، أو المنزلة الرفيعة في قلوب الناس، وغرض الجاه لينال من حطام الدنيا، ولا فرق بين أن يريد مع ذلك التقرب إلى الله أو لا.
  قال الديلمي ¦: وقد ورد أن الرياء سبعون باباً، واعلم أن الرياء على خمسة أوجه:
  أحدها: أن يصلي أو يفعل غيرها من الطاعات في الظاهر، وفي الباطن لا يفعل ذلك، فهذا كفر بالله، يرى الناس أعظم من الله سبحانه.
  الثاني: أن يُظْهر الدين والصلاة بحضور الناس، وفي الباطن يفعل دون ذلك.
  الثالث: أن يفعل الدين ظاهراً وباطناً، ولكن يقول باللسان صلّيتُ وصُمْتُ وزكيتُ، يَعْرض على الناس أعماله.
  الرابع: أن يفعل الطاعة ظاهراً وباطناً ولا يقول باللسان، ولكن يريد بقلبه مدح الناس على عمله.
  الخامس: أن يفعل الطاعة ظاهراً وباطناً خالية عما ذُكر، ولكن إذا سمع مدح الناس له فرح.
  ومنها وجه سادس: وهو أن يفعل الطاعات كاملة خالية عما ذُكر، ولكن يفعل ذلك استجلاباً للمنافع من الناس.