الرابع: الشكر
  منه، وعليه مع هذه الوظيفة بالاستشعار للموت وقربه، والاستعداد له قبل نزوله، ولتسره حسنته لا على وجه العُجْب، ولتسؤْه سيِّئته لا إلى حد القنوط.
  نعم لا زهد في ثلاث: المرأة الحسناء وإن غالى في مهرها؛ لما في ذلك من تكميل دينه، وهذا ما لم تكن فاتحة عليه لباب الدنيا، غير قانعة بالكفاية، وإلا(١) توجّه اجتنابها.
  ولا في استعذاب الماء، فقد كان ÷ يُستعذب له من الأمكنة النازحة؛ لأنه لا يحتاج إلى كسب مال فيخاف منه الوقوع في الشبهات.
  ولا في تخيّر المسكن السليم عن الوباء، الجامع للمرافق؛ إذْ لا يحتاج إلى غرامة؛ لأن الأرض لله، إلا حيث يكون الدِّين في غيره أكمل فإنّ تركه من الزهد المندوب إليه.
الرابع: الشكر
  يجب على العبد شكر ربه على نعمه التي لا تحصى غاية جهده، بقلبه ولسانه على الحد اللائق به، وعلى ما يصل إليه من النعم بواسطة المخلوقين، مع شكرهم أيضاً؛ لأن لهم يداً ظاهرة في نفعه، لكن الشكر لله تعالى على ذلك واجب، وليشكرْ ربّه على ما يُبتلى به من الآلام والغموم؛ لأن فيها من المنافع الأخرويّة ما لا (يكاد)(٢) يتصوّر لكثرته وعظمه، والحاصل أن الشكر لله تعالى واجب في السر
(١) في المخطوط: فإن كانت هكذا.
(٢) من المطبوع.