المختصر المفيد للقرشي،

أحمد بن إسماعيل القرشي (المتوفى: 1282 هـ)

النوع التاسع: الموالاة والمعاداة

صفحة 102 - الجزء 1

  قبح هذا الظن، وعلى وجوب التأويل ما أمكن، ويدل على وجوبه قوله تعالى: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} الآية [النور: ١٢]، إذ لا يمكن ظن الخير بغير تأويل، وهو أحد موجبات الغل، ومدافعته واجبة، فإن لم يزل من القلب وجبت مباحثة المظنون به ليحصل⁣(⁣١) إما اعترافه وتوبته فيهديه الله على يديه، وهو خير مما طلعت عليه الشمس، وإما اعترافه وتمرده عن التوبة فيخرج من الظن إلى اليقين، وإما انكشاف كذب تلك الأمارة الموجبة لسوء الظن، وإذا اعتذر المظنون به وأنكر فلا يجوز تكذيبه إلا بيقين، ويدل عليه: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ}⁣[التوبة: ٦١]، وعلى المؤمن إن عثر من أخيه على زلة أن يسترها ولا يذيعها، فإن تمرد عن التوبة فعليك أن تحذّر منه.

النوع التاسع: الموالاة والمعاداة

  أي موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله، ومعنى موالاة الغير أن تحب له كلما تحب لنفسك، وتكره له كلما تكره لها.

  ومعنى المعاداة: أن تريد إنزال المضرة وصرف المنافع عنه، وتعزم على فعل ذلك متى قدرت عليه خالياً عن الصوارف بأن ترجو نفعه كالانتصار بالكافر أو صلاحه.

  قال الإمام عز الدين #: واعلم أن هذين النوعين من الموالاة والمعاداة من أشنع القبائح وأعظم الفضائح.


(١) في المخطوط: فيحصل.