المختصر المفيد للقرشي،

أحمد بن إسماعيل القرشي (المتوفى: 1282 هـ)

من كتاب السير

صفحة 82 - الجزء 1

من كتاب السير

  اعلم أن الإمامة خلف النبوة، وقائمة مقامها، وهي عند أهل البيت $ عظيمة الشأن شامخة البنيان، وبها نظام⁣(⁣١) أمر الأمة، وحفظ دينها ودنياها، والحاجة إلى الإمام - في القيام بأمر الرعية وتأدية شريعة رسول الله ÷ كالحاجة إلى رسول الله ÷، فعلى كل مكلف معرفة إمام زمانه، فقد ورد عنه ÷: «من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية»، وقال ÷: «من مات وليس بإمام جماعة ولا لإمام جماعة طاعة في عنقه بعثه الله على ميتة جاهلية».

  ويجب على المسلمين شرعاً إعانة من يصلح لها، وهو من جمع شروط الإمامة الشرعية، وهي: أن يكون مكلفاً، ذكراً، حراً، علوياً فاطمياً، سليم الحواس والأطراف، مجتهداً، متبحراً في العلوم، عدلاً، آتياً بالواجبات، مجتنباً المقبحات، متباعداً عن الشبهات، واضعاً للحقوق في مواضعها، مدبِّراً، أكثر رأيه الإصابة، مقْداماً حيث يُجوّز السلامة.

  فيجب على من بلغته دعوة إمام أن ينهض فيبحث عن كماله لهذه الشروط فيتبعه، أو نقصانها فيجتنبه، ومن بَعْد صحة كماله تجب طاعته ونصيحته وبيعته إن طلبها، وتسقط عدالة من أبى البيعة⁣(⁣٢)،


(١) في المخطوط: انتظام.

(٢) في المخطوط: وسقطت عدالة من أبى من بيعته.