المختصر المفيد للقرشي،

أحمد بن إسماعيل القرشي (المتوفى: 1282 هـ)

النوع السادس: الحسد

صفحة 99 - الجزء 1

  الرياء إن شاء الله ما قاله الوصي #: (للمرائي ثلاث علامات⁣(⁣١): يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد في العمل إذا أُثْني عليه، وينقص إذا ذُم).

  وأما دواء هذه الآفة⁣(⁣٢) فهو أن تُعوِّد نفسَك القناعةَ وقطع الطمع وإسقاط نفسك فلا ترى لها وزناً في نفسك⁣(⁣٣)، فالشيطان اللعين لا يترك مجاهدتك، بل يعارضك في كل طرفة ولحظة بخطرات الرياء، ولا يترك عنك نزغاته، فاحذر من مكائده وزلاته.

النوع السادس: الحسد

  وهو أردى الخصال وأخبثها، ومع هذا فالقلوب عليه مجبولة، وهو كراهة وصول النعم أو بقائها للغير، لا لوجه يقتضي ذلك من عداوة أو غيرها، ومن ذلك الحسد على ارتفاع شأن الغير وحسن الثناء فإنه من النعم، وهو محرم شرعاً بالإجماع.

  والحسد قد يكون بالقلب كما تقدم، وبالقول كالوضع من المحسود بإنكار ما ينسب إليه من معالي الأمور، وكالتنبيه على مثالبه وهفواته لا لمصلحة، بل قصداً لحط رتبته⁣(⁣٤) التي حسده عليها.


(١) في المخطوط: ثلاث حالات.

(٢) في المخطوط: العلة.

(٣) في المخطوط: وأما دواء هذه العلة فهو أن تعوِّد نفسك فلا ترى لها وزناً، وفي قلبك القناعة وقطع الطمع، وإسقاط نفسك.

(٤) في المخطوط: بل لقصد الحط لمرتبته.