المختصر المفيد للقرشي،

أحمد بن إسماعيل القرشي (المتوفى: 1282 هـ)

النوع الخامس عشر: الجبن

صفحة 109 - الجزء 1

  وإن كان الغرض غير ذلك فيقبح التعرض له والسعي إليه كما تقدم.

النوع الرابع عشر: حب المدح وكراهة الذم

  هما نوعان من جنس محبة الدنيا، واعلم أن هلاك أكثر الناس لخوف مذمة الناس ورجاء امتداحهم بأن جعلوا حركاتهم وسكناتهم على حسب ما يوافق رضا الناس، ويستجلب ثناءهم، طلباً للمدح وهرباً من الذم، وذلك من المهلكات، فنعوذ بالله من سلب توفيقه، وينبغي معالجة النفس لتزول عنها هذه الخليقة الذميمة كأن يستحضر الممدوح أن الذي مُدح به إن كان دنيوياً⁣(⁣١) فهو كسراب بقيعة، وإن كان دينياً فذلك مما لا ينبغي الفرح به، لأن الخاتمة غير معلومة، ففي الخوف من سوء الخاتمة ما يشغل عن ذلك الفرح.

  وأما الذم فإن كان الذام لك صادقاً فتلك نصيحة ينبغي أن تشكره لأجلها، وإن كان كاذباً فما ضرّ إلا نفسه، وكان ذلك كفارة لذنوبك مع الصبر، ففي الحقيقة قد حصلت لك فائدة من جهته فلا يغمك ذلك.

النوع الخامس عشر: الجبن

  هو أيضاً نوع من محبة الدنيا؛ لأن الحامل عليه الإخلاد إليها، وعدم السمحان بها، وهو البخل بالنفس، ولا شك في تحريمه حيث يجب بذلها في طلب عدو أو مدافعته.


(١) في المخطوط: إن كان من صفات الكمال الدنيوية.