الثامن عشر: ترك ما لا يعنيه
  حاله، ويجانب الإفراط والتفريط، ولا يؤخر شغل يومه إلى غده، ولا عمل وقت إلى ما بعده، فمن المستهجن تأخير العمل وإطالة الأمل، ولا يشتغل بأمر العامة إلا بعد إصلاح أمر أهله وخاصته، وإن أمكنه السعي في إصلاح أمر من أمور المسلمين قريب أو بعيد فليفعل، فإن في ذلك فضلاً كبيراً.
  واعلم أن من الأسباب المندوبة الملازمة للصفات الحميدة والأفعال السديدة أن يوطِّن(١) الإنسان لنفسه وظائف معلومة محدودة، والمراد أنه يوزّع أوقاته ويقسمها على ما يليق به من عبادة وقربة كصلاة أو تلاوة أو أدعية أو ذِكْر، ومن اشتغاله بأمر معاشه وبما يتعلق به من أمر العامة وأعمال ما يتولاه إذا كان ذا ولاية، وليحْذر من الدنيا وطلب ما يزيد على الكفاية فإنها أسحر من هاروت وماروت، وأن يجعل الموت نصب عينيه كما ورد، وقد أجمع العلماء على اختيار الزهد.
الثامن عشر: ترك ما لا يعنيه
  قال ÷: «مِنْ حُسْنِ إسلام المرء تَرْكُ ما لا يعنيه».
  واعلم أن ما يفعله الإنسان ويهم(٢) به لا يخلو من أحد خمسة أمور:
  واجب، ومندوب، ومباح، ومكروه، ومحظور.
  فالمحظور: يجب اجتنابه على كل حال.
(١) في المطبوع: أن يوظف.
(٢) في المخطوط: أو يهم.