المختصر المفيد للقرشي،

أحمد بن إسماعيل القرشي (المتوفى: 1282 هـ)

السابع: طهارة الباطن والظاهر

صفحة 116 - الجزء 1

السابع: طهارة الباطن والظاهر

  أما طهارة الباطن فالمراد تنظيف قلبه عن الرذائل كالغل والحقد للمسلمين، والحسد والكبر والرياء وغيرها من مساوئ الأخلاق، وقد تقدم ذكرها.

  وأما تطهير الظاهر فالمراد تنظيفه من التلوّث بالنجاسات؛ فإن المتلوث لا يصلح لمناجاة ربه، والعبد مفتقر إلى ربه في كل حال، وفي كل طرفة ولحظة، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ٢٢٢}⁣[البقرة].

الثامن: (لزوم)⁣(⁣١) الخلْوة

  وهي عبارة عن العزلة عن الناس وعن الشواغل، وهي أحد الأمور المعينة على دفع الشيطان، ودفع النفس الأمّارة (بالسوء)⁣(⁣٢)، فلن تكسب من مخالطة الناس إلا ذنوباً، وفي زماننا هذا قد وجبت العزلة؛ إذْ لا يتم الغرض في رضا ربك إلا بها.

  واعلم أن الناس في التمكن منها على درجات، وقلَّ من يستطيع الخلوة التامة، ولكن ينبغي للعبد ألاّ يمنع الأخذ منها بنصيب، فإن تعذر التمام في حقه فالقليل خير من العدم، ولو لم يمكنه إلا ساعة.

  وهذا الذي ذكرناه إنما هو في حق من قد أحرز من العلم الديني ما يحتاج إليه في دينه، وأما الجاهل فحاجته للخلطة للتعلم أكثر منه إلى العزلة.


(١) من المطبوع.

(٢) من المطبوع.