المختصر المفيد للقرشي،

أحمد بن إسماعيل القرشي (المتوفى: 1282 هـ)

[النبوة]

صفحة 21 - الجزء 1

  وأن يعلم ويعتقد التفضيل والإمامة للحسنين؛ لما ورد فيهما من الأخبار المتواترة، والآثار المشهورة⁣(⁣١).

  وإذا علم جميع ذلك وجب عليه⁣(⁣٢) أن يعرف أوْلي الأمر من ذريتهما الذين أُمِر الخلق بطاعتهم، فيعلم أن الأمر والنهي والحكمة والإمامة من بعدهما في ذريتهما دون غيرهم، ولا تجوز إلا فيهم، ولا ترد إلا إليهم.

  وأن الإمامة من بعدهما لمن سار بسيرتهما واحتذى حذوهما⁣(⁣٣)، وكان ورعاً تقياً، في أمر الله جاهداً، وفي حطام الدنيا زاهداً، وكان فَهِماً لما يُحتاج إليه، عالماً بتفسير ما يرد عليه⁣(⁣٤)، شجاعاً كمياً، بذولاً سخياً، رؤوفاً بالرعية، مواسياً لهم بنفسه غير مستأثر⁣(⁣٥) عليهم، ولا حاكم بغير حكم الله فيهم، شاهراً لسيفه، داعياً إلى ربه، رافعاً لرايته، مجتهداً في دعوته، مخيفاً للظالمين، مُؤمِّناً للمؤمنين، لا يأمن الفاسقين، ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، فمن كان كذلك وكان من ولد السبطين فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة⁣(⁣٦) نصرته وموالاته، ويعذب الله من خذله⁣(⁣٧)، ومن قَصُر عن ذلك كانت الحجة


(١) في المخطوط: من الأخبار المتواردة المشهورة.

(٢) في المخطوط: وجب أن يعرف أولاً ولي الأمر من ذريتهما.

(٣) في المخطوط: واحتذى بحذوهما وكان ورعاً.

(٤) في المخطوط: ما ورد عليه.

(٥) في المخطوط: متأثر.

(٦) في المخطوط: على الناس.

(٧) في المخطوط: من يخذله.