المختصر المفيد للقرشي،

أحمد بن إسماعيل القرشي (المتوفى: 1282 هـ)

حقوق الزوج على الزوجة

صفحة 92 - الجزء 1

  وجهها، ولا تقبح أمرها، ولا تهجرها»، ثم قال: «اتقوا الله في النساء، فإنهن عندكم عوان، لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنما اتخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة⁣(⁣١) الله».

  فإذا عرفتَ جميع ما تقدم فالترفع عن ما يستحقه هؤلاء من الكبر، ومنه أيضاً الترفع عن طلب العلم من الأصغر سناً والأقل جاهاً، وعن الإجابة بـ (لا أدري) في موضع عدم العلم.

  ومنه الزهو والتبختر في المشي ونحوه، وجر الذيل بطراً.

  ومنه تكلّف التصدر في المجالس واختيارها ترفعاً وطلباً لمرتبة في التعظيم لا يستحقها، ومنه طلبه القرب من مجالس السلطان ليشرف به، والترفع عن مجالسة المساكين من الأتقياء، لا عن مجالسة الأرذال والسقط المتضمخين بالقبائح فحسنٌ، ولا عن الدخول في مهنة يُسترذل صاحبها في تلك الجهة، كالحياكة في بعض النواحي.

  وليس من الكبر أيضاً تهيب الإمام أو أميره أو بعض أعوانه بقيام الخدام على رأسه، وضرب الحجاب على بابه، واتخاذ من يُلْبسه نعليه وينزعهما من قدميه، وعدم المنع من تقبيل قدميه لقصد المصلحة في ذلك كله، إذْ قد ورد مثله عنه ÷، والأعمال بالنيات.

  واعلم أنّا قد ذكرنا أن التكبر آفة في القلب من أكبر الآفات، ولا يتم زواله إلا بدواء تلك الآفة، وهو علمي وعملي:


(١) في المطبوع: بكلمات.